اليمنيون بين آلام الألغام وآمال الخلاص من شرها

بيوت ومساكن دمرت وهجرت، مصادر رزق أغلقت،أرواح أزهقت، أطراف بترت، أراضي زراعية ومراعي يبست وفنت، مواش نفقت بالجملة، دموع لا تكاد تتوقف وأوجاع تدوي في الصدور وجراح مفتوحة نازفة.. هذا حال اليمنيين مع عذابات الألغام ونقمتها الدموية وقهرها.

واقع مأساوى يفطر القلوب، لكنه لا يخلو أيضا من آمال تعتلي بعض وجوه اليمنيين وابتسامات ترتسم على شفاه الضحايا، الذين باتوا على يقين أن ما يقدمه مسام من تضحيات ومثابرات، سينهي حتما بطولات الألغام الزائفة في اليمن وسيهزم تجبرها وطغيانها، وتعود بذلك الحياة لليمن إلى أمنها وهدوئها.

وقد بين عبد الكريم صالح، شيخ منطقة شخب التابعة لمديرية قعطبة، أن منطقتهم كانت متضررة جدا من الألغام من كل النواحي البشرية والاقتصادية، حتى قدم مشروع مسام بفرقه الإنسانية وساهم في نزع العديد من الألغام حيث تراجع عدد ضحايا علب الموت من البشر وحتى المواشي.

وقد أوضح صالح أن منطقتهم تحررت من الألغام بنسبة 80 بالمائة، حيث تم فتح طرقات وممرات آمنة ووديان وحقول من قبل مسام، ومازالت فرق هذا المشروع النبيل تعمل على استكمال تطهير القرية من الألغام الكثيفة والعشوائية.

وشدد على أن قريته في حاجة ماسة لاستمرار فرق مسام في تطهيرها الألغام، معربا أنه جاءت بلاغات من الناس عن تواجد ألغام في أشجار، مؤكدا على يقينه بأن فرق مسام تمنح بجهودها الإنسانية الأمان لهؤلاء الناس.

كما أعادت فرق مسام بتضحياتها ومثابراتها الأمان المفقود لعدد من الأراضي الخصبة إثر تطهير الكثير منها من الألغام، بعد أن حكمت عليها الألغام بالوحدة والإهمال والهجر، وتحولت مناظرها الخضراء وغلالها إلى ذكريات مرة وحسرة كبيرة في قلوب أصحابها من المزارعين اليمنيين، الذين اضطرتهم علب الموت المتفجر إلى ترك مزارعهم للتصحر والجفاف والموت.

وقد مثل تحرر العديد من هذه المراعي والحقول من سجون الألغام إشارة لبدء الحياة من جديد فيها، حيث عاد إليها مزارعوها بشوق وعزم ساعين لإصلاح ما أفسدته علب الموت المتفجر فيها، حاملين في قلوبهم امتنانا كبيرا لفوق مسام وآمالا واسعا في الخلاص من شر الألغام واستعادة حياة ملئها الأمان.