الألغام.. هلاك لا يعرف الهدنة

لا تأخذ الألغام في اليمن ولو استراحة مقاتل لتلتقط أنفاسها المتلهفة للقتل وإراقة الدماء، ولا تمهل الأبرياء ولو لحظة لاستيعاب ما يجري من حولهم وتجميع مخاوفهم أو حتى محاولة نسيانها أو تجاهلها.
هذه هي الألغام في اليمن، آلة قتل لا تعرف الهدنة أبدا، وفي هذا السياق، قال مرصد حقوقي يمني، إنه وثق سقوط العشرات من المدنيين خلال فترة الهدنة الأممية، جراء الألغام التي زرعتها الميليشيات في اليمن.
وأكد المرصد اليمني للألغام أنه وثق سقوط 168 ضحية من المدنيين، خلال فترة الهدنة من 2 أبريل وحتى 1 أغسطس 2022، نتيجة الألغام التي زرعها الحوثيون والمقذوفات من مخلفات الحرب في مناطق واسعة من البلاد.
وقال في منشور على صفحته بفيسبوك إن الضحايا هم 57 قتيلا، من بينهم 28 طفلا وأربع نساء، إضافة إلى 111 جريحا بينهم 47 طفلا و8 نساء.
كما أشار المرصد الحقوقي إلى أن محافظة الحديدة تصدرت قائمة الضحايا بـ69 ضحية مدنية بين قتلى وجرحى، ثم محافظة تعز بـ26 ضحية، لافتاً إلى أن باقي الضحايا توزعوا على محافظات حجة، البيضاء، صعدة، الجوف، مأرب، لحج وفي مديرية نهم.
وقد ذكر المرصد أن هناك خسائر مادية تسببت بها حوادث انفجارات الألغام والمقذوفات إلى جانب الخسائر البشرية، خلال فترة الهدنة، تمثلت في تدمير 6 سيارات، وحراثتين زراعيتين، و9 دراجات نارية ونفوق نحو 40 رأسا من الماشية بين أغنام وإبل.
وجدد المرصد اليمني للألغام مطالبته للأمم المتحدة والحكومات والمنظمات، بالضغط على الحوثيين لتسليم خرائط الألغام، ودعم فرق التطهير، بما في ذلك الدعم العاجل لتطهير المناطق المأهولة والزراعية التي تعرضت مؤخرا للتلوث، نتيجة جرف السيول لكميات كبيرة من الألغام.