محمود عبده محمد: عملي شاق ورجلي الاصطناعية تخذلني فيه

بالأمس كان شابا قوي البنية مليئا بالحياة، يعمل ساعات طوال في صناعة مكعبات الحجارة المستعملة في البناء دون أن يشعر بما يشعر به اليوم من ضعف ووهن بعد ما حوله لغم غادر إلى صاحب رجل اصطناعية شأنه شأن العديد من اليمنيين ممن حكمت عليهم علب الموت المتفجر أن يكونوا من ذوي الاحتياجات الخاصة.

على طريق الذهاب للعمل خسر محمود عبد محمد إحدى رجليه وخسر بذلك الكثير من قوته وشبابه وأحلاما كثيرة كان يسعى لتحقيقها من عرق جبينه.

بعد الحادثة الأليمة التي تسببت له في إعاقة مزمنة على مستوى الرجل وتماثله للشفاء استعان محمود عبده محمد برجل اصطناعية ليقدر مجددا على المشي، ومنذ ذلك الحين تغير كل شيء في حياته، حيث لم يعد محمود قادرا على العمل كما كان وبات يجد مشقة كبيرة في نقل الحجارة وترتيبها، ولم يعد قادرا على العطاء في عمله كما في السابق.

اليوم يكابر محمود عبده محمد على ضعفه ويواصل عمله وكله خوف أن يخسره بسبب عدم قدرته على المثابرة فيه كما تعود في الماضي، حيث يقول “الألغام جعلتنا نعيش في دوامة من المخاوف، فأنت تخاف أن ينال منك لغم، وحتى عندما ينال منك وتبقى على قيد الحياة ترافقك مخاوف أخرى منها أعباء الحياة ولقمة العيش، فكم ظلمت هذه العلب القاتلة وزراعها، الأبرياء وكم تسببت من مآسي وعذاب للضعفاء خاصة”.