الألغام تشل المدارس في اليمن وتشرد طلابها

منذ العام 2015، انتهجت ميليشيا الحوثي زراعة الألغام والعبوات الناسفة بصورة كثيفة وعشوائية، في كل المناطق والقرى التي وصلت إليها أياديها العابثة في شتى أصقاع اليمن.

المدارس كانت أحد أكثر الأماكن التي استهدفتها الميليشيا عنوة، إذ أحالتها إلى ثكنات عسكرية و فخختها بعد ذلك، بغرض بث الخوف والرعب في أنفس الطلاب الصغار ونشر الجهل ووأد العملية التعليمة.

مدرسة الشعب بمديرية جبل حبشي بمحافظة تعز نموذجاً بسيطاً لمئات المدارس التي فجرتها ألغام الحوثي وحرمت مئات الطلاب من مواصلة تعليمهم بشكل طبيعي، كما حرمت طلاباً آخرين من مواصلة حياتهم.

في هذا الصدد، أكد الشيخ عبدالرحمان النويهي، شيخ منطقة عكاد، بمديرية جبل حبشي في تعز أن المئات من أبناء منطقة عكاد تشردوا من مدرسة الشعب، إلى مدارس أخرى بعيده عن المنطقة، بسبب الألغام التي دمرت نصف المدرسة.

وقال الشيخ النويهي، تفاجأنا صبيحة يوم عيد الأضحى المبارك ونحن عائدون من صلاة العيد، بانفجار اهتزت له المنطقة بأكملها، لنهرع إلى موقع الانفجار ونجد نصف مدرسة الشعب عكاد قد تساوت بالأرض بسبب الألغام التي خُزنت في فصولها الدراسية.

وأضاف: الانفجار هدم نصف المدرسة بالكامل، ليتسبب ذلك بمعاناة لجميع أبناء قرية عكاد، ويتشرد 500 طالب وطالبة إلى مدارس أخرى بعيده عن المنطقة، لتتحول فرحة العيد لدى الأطفال إلى حزن ومأتم على تهديم مدرستهم، ويعيشوا يوماً من أسوء أيامهم.

وأوضح بأن عمل مشروع مسام الإنساني في انتزاع الألغام والعبوات الناسفة ومخلفات الحرب الأخرى من القرى المجاورة والمدارس والمزارع، دفعهم لمناشده المشروع بتدخل وتأمين المدرسة من الألغام، كون الألغام والعبوات الناسفة ما زالت تحت الأنقاض، ولم يستطع أحد استخراجها، والطلاب مستمرين في عملية التعليم بما تبقى من فصول دراسية إلى الصف السادس فقط.

وأشار إلى أن مشروع مسام أستجاب مشكوراً، وقام بتكليف الفريق 22 لإعادة تأمين وتطهير مدرسة الشعب، وتخليص الأهالي والكادر التعليمي للمدرسة من الخوف على حياة الطلاب والطالبات، كونهم يلعبون ويمرحون على مقربة من مكان الانفجار.

واختتم قائلاً: نتمنى من مشروع مسام الاستمرار في عملية تطهير وتأمين مدرسة الشعب عكاد وانتزاع كافة الألغام من تحت الركام، وإعادة الأمان والسكينة إلى المدرسة.

هجر المدارس

أكد الأستاذ فارس المالكي مدير عام مديرية جبل حبشي أن الكثير من الآباء في منطقة جبل حبشي قد توقفوا عن إرسال أبنائهم الى المدارس، خوفاً الألغام والعبوات الناسفة المتواجدة في المدارس، والبعض الآخر يدفع بأبنائه إلى المدرسة مضطراً، لعدم توفر البديل.

وأشار المالكي إلى أن مشروع مسام يقوم بعملية متكاملة في مدرسة الشعب عكاد، من رفع الأنقاض، وتأمين العاملين من خارج مسام، وتأمين معداتهم، لتوفير الحماية، والطمأنينة لجميع العاملين، والخروج بأفضل النتائج الممكنة.

وأشار إلى أن ما حصل في مدرسة الشعب عكاد هي كارثة بكل معاني الكلمة، نظراً لخطورة المكان، وتواجد أطفال صغار يدرسون في المدرسة، والألغام بجانبهم، وهم يجهلون هذا الشيء.

وأضاف: قبل عده أشهر قام أحد طلاب مدرسة الشعب برفع صاعق من على الأرض، وأخذه معه الى المنزل، لينفجر به، ويفقد على أثره أطراف أصابعه، مشيراً أن فريق مسام يتعامل بطريقة حساسة للغاية مع رفع الأنقاض، للوصول إلى الألغام والعبوات الناسفة المتواجدة تحت هذه الأنقاض.

وأوضح المالكي بأن عمل مشروع مسام في تأمين وتطهير مدرسة الشعب من الألغام والعبوات الناسفة، سيساهم بشكل كبير في تهيئة المدرسة لجهات أخرى مختصة في إعادة تأهيل المنشآت التعليمة، كونهم يمتنعون عن إعادة تأهيلها والألغام موجودة تحت ركامها.

وقال المالكي إن مشروع مسام ممثلاً بالمهندس عارف القحطاني في تعز، دائماً ما كان سباق في مجال نزع الألغام، وله الريادة طوال السنوات الماضية، حيث طهر العديد من المناطق والقرى التي كانت ملغومة، وتمنع الأهالي من العودة إلى منازلهم.

وأضاف: أوجه الشكر إلى الفريق العامل في الميدان، واتمنى لهم أن يكونوا بخير دوماً، واخص بشكري المملكة العربية السعودية، على الوقوف مع اشقائهم في هذا الوضع العصيب.