الأخبار
دون أي ذنب ولا جريرة، وجدن أنفسهن في عين عاصفة الحرب وطوفان الألغام الحوثية. لم يكن أمامهن وعائلتهن خيار سوى الهرب والارتماء في أحضان النزوح.
بالأمس خرجن خوفا من الحرب، واليوم عدن بعد أن أحسسن بشيء من الأمن في ديارهن اللاتي غادرنها عنوة، واليوم عدن، ولكن لم يبلغن بيوتهن كما كن يأملن كاملي الأعداد والأجساد.
فبعضهن فقد الرفيق والزوج والمعين، وأخريات فقدن أطرافهن وفلذات أكبادهن بسبب الألغام الحوثية التي زرعت في طريق عودتهن وعلى تخوم بيوتهن ومزارعهن.
افتخار، امرأة مكسورة الجناح تقول لمكتب مسام الإعلامي بكلمات مزقها الحزن “لم أعد قادرة على المشي أو العمل، بعد أن أعاق الحوثيون قدمي اليمني بلغم أرضي زرعوه جوار منزلي في وادي الملك بمنطقة الرويس بمديرية المخا”.
ثم تواصل راوية فصول مأساتها “كنت حاملا، لكن الانفجار الذي تعرضت له أجهض حملي، وما زلت أعاني من ألم الإصابة حتى اليوم”.
إفتخار علي محمد، واحدة من مئات الضحايا الذين تسببت في إعاقتهم الألغام التي زرعها الحوثيون بكثافة في الأماكن، والمناطق التي ينسحبون منها، في الطرقات، ووسط الأحياء السكنية، والمزارع، والحقول.
وقصة الحاجة آمنه إبراهيم، لا تقل مرارة عن مصاب افتخار الجلل، فالحاجة آمنة من أبناء منطقة الزهاري التابعة لمديرية المخا، أم ثكلى فقدت نجلها بانفجار لغم أرضي، وهو في طريقه للبحر للعمل في صيد الأسماك.
وتقول آمنه لمكتب مسام الإعلامي “دخل الحوثيين القرية، وزرعوا الألغام في كل مكان ليقتلوا بها المساكين”.. مأساة كسرت “الحاجة آمنة” ولبدت حياتها بغيوم الحزن والأسى.
وقد طغت مشاعر التوجس والخوف على الجميع، فحتى الصغار باتوا يفقهون معنى الخوف بل ويعيشونه باستمرار، فالطفل ضياء، حفيد الحجة آمنه يقول “أخاف من الألغام لأنها قتلت أبي”.
مآسي بالجملة حبكت فصولها فخاخ الموت الحوثية التي أتت على أهالي اليمن، ووزعتهم بين مشردين وذوي إعاقة، وموتى وخائفين وجلين، وقد حرمت الناس من مصادر المياه، والغذاء، وتسببت نفوق مواشيهم، وأسهمت في تفاقم الأزمة الإنسانية في معظم أنحاء اليمن.
وهو واقع تثابر فرق مسام لتغييره بكل طاقاتها وعناصرها ومعداتها من خلال السعي الدؤوب لتخليص هذه المناطق المسكونة بالألغام من فخاخ الموت الحوثية، حتى يعانق الناس في اليمن.. اليوم حلمهم المُلح في تخليص أراضيهم وبيوتهم ومساكنهم من أسر الألغام.