الأخبار
تأتي الألغام الأرضية على شكلين: ألغام مضادة للأفراد، وأخرى مضادة للمركبات، وقد تسبب هذان النوعان في آلام جمة في العقود الماضية وفي الوقت الحالي لعديد الدول.
ويتصدر اليمن قائمة الدول الملغومة، إذ لا يكاد يخلو مكان فيه من الألغام التي ضيقت الخناق على المدنيين وقيدت حركتهم وعطلت وصول المساعدات الإنسانية وجعلت الأرض غير صالحة للزراعة وحالت دون حصول المواطنين على الماء والغذاء والرعاية.
يموت الناس أو يفقدون أطرافهم كل يوم وهم يطؤون لغما أرضيا كانت قد زرعته الميليشيات الحوثية التي لم تدخر جهدا لإلحاق الأذى باليمنيين فجعلت من الطرق والمزارع والقرى أشبه بحقول ألغام لم تنفجر لذا بات المرور بها أو دخولها سهوا بمثابة الانتحار.
فالحوثيون بعد إنقلابهم على الشرعية الدستورية أدخلوا اليمنيين في دوامة المعاناة الإقتصادية والصحية والبيئية بسبب تصميم هذه الميليشيات على عدم احترام أي إتفاقيات دولية أو إنسانية.
وقد ارتكبت هذه الجماعة آلاف الجرائم المنتهكة للقوانين الإنسانية لكن تبقى زراعة الألغام أكثرها إرهابا ودموية حيث تفتك بالحاضر وتهدد المستقبل.
إذ لم يكتف هؤلاء المتمردون بإرسال قذائفهم المدفعية إلى الأحياء السكنية بل قاموا بتلغيم الأحياء والقرى والآبار والطرق والمدارس وغيرها من أجل فرض حصار مطبق وطويل الأمد على المدنيين لذلك لم يتورعوا في زرع الألغام بطريقة عشوائية ودون خرائط يستدل بها على أماكنها مما جعل إمكانية التخلص منها أمر صعب وهو تماما ما ترنو إليه هذه الجماعة.
وفي ظل الهزائم المتكررة التي تمنى بها في كل مرة على يد القوات الحكومية صار هؤلاء الإنقلابيون ينتهجون سياسة الأرض المحروقة على غرار التنظيمات الإرهابية الأخرى كوسيلة إنتقامية من اليمنيين غير عابئة بما تحدثه من دمار في اليمن، إذ قامت بطمر بذور حقدها في المنشآت العامة والخاصة وعلى طول الطرق وفي الآبار والجامعات إضافة إلى زرعها في المزارع والحقول والمنازل.
ومن خلال ما ذكر نلاحظ أنها ركزت على المناطق الآهلة بالسكان الأمر الذي أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا وإصابة أضعافهم أغلبهم فقدوا أطرافهم هذا علاوة على تهجير آلاف السكان من منازلهم خوفا من الموت الكامن في جوف أرضهم.
وتصميم منها على المساعدة في إنهاء معاناة الشعب اليمني وإيقاف مسلسل القتل والتشويه والإصابات وإيمانا منها بضرورة بذل قصارى جهودها للمساهمة بطريقة فعالة ومنسقة في التصدي للتحدي المتمثل في إزالة الألغام المزروعة في شتى الأراضي اليمنية سعت إدارة مشروع مسام إلى تزويد فرقها بأحدث جهاز لكشف الألغام العميقة لتيسير عملهم ولتكون الفاعلية أكبر.
وتبذل الفرق الهندسية للمشروع جهودا كبيرة مخاطرين بأنفسهم في سبيل إنقاذ حياة الآخرين من خلال تطهير كافة الأراضي اليمنية من الألغام التي وزعتها الميليشيات في كل مكان غير مكترثة بحجم الكارثة التي تستهدف اليمن ومستقبله لعقود قادمة.
وكان الفريق رقم 11 التابع لمسام قد اكتشف لغما بلاستيكيا في أحد الحقول الجاري تطهيرها بمنطقة ذات الراء شمالي مدينة مأرب.
وأكد العميد صالح طريق قائد الفريق أن هذا النوع من الألغام يعد من أخطر أنواع الألغام المضادة للعربات من حيث قوة التدمير والمدة الزمنية مضيفا أن الألغام البلاستيكية لا يمكن كشفها بواسطة أجهزة كشف الألغام مما يجعل إمكانية بقائها مدفونة تحت الأرض لسنوات طويلة ممكنا دون أن تتعرض للتلف وهو ما يزيد في خطورتها على حياة الأبرياء.
لليمنيين مأساة تاريخية مع الألغام امتدت منذ سبعينيات القرن الماضي، لكن أسوأها هو ما يعيشه هذا الشعب الآن في ظل الانقلاب الحوثي الذي فخخ البلد ونفث كراهيته في جوف الأرض لتكون سلاحه الذي يشفي به غليله من أبناء اليمن الرافضين لوجودهم.