الأخبار
لم يعد هناك مجال للشك أن المتمردين الحوثيين في اليمن يسعون إلى إبادة الشعب اليمني وتسوية هذا البلد بالأرض.. فسياسة ضبط النفس لم تدفع هؤلاء المارقين إلى إنهاء تمردهم أو حتى التفكير في ذلك كحل لحقن دماء الأبرياء الذين ليس لهم ذنب سوى أنهم ولدوا على تلك الرقعة الجغرافية. إذ لا يكاد يمر يوم حتى تعلن وسائل الإعلام عن خبر تفجير أو اعتقال أو قتل.. وقد تواترت هذه الأخبار حتى بات الأمر عاديا.
ففي يوم واحد يمكن أن تقرأ أو تسمع عن عربدة هذه الفئة بطرق مختلفة من خلال عناوين متنوعة على غرار “الألغام الحوثية تقتل اليمنيين”، “تفجير منازل في مناطق مختلفة”، “الحوثيون يمنعون وصول المساعدات”، “تمترس عسكري حوثي في الحديدة” أو” الحوثيون يغلقون مراكزا علاجية لحرمان اليمنيين من العلاج”. هذه الأخبار التي تدمي القلب صارت من يوميات المواطن اليمني المسكين الذي سلطت عليه هذه الجماعة شتى أنواع العذاب انتقاما منه على رفضه لوجودها ولسياستها.
ولعل بلية الألغام هي أكبر عقاب سلط على المدنيين خاصة في ظل تكثيف الميليشيات الحوثية لعددها و التفنن في إخفائها حتى أصبح المواطن اليمني يعيش كل يوم رحلة يمشي خلالها فوق الموت الرابض تحت الأرض.
فقد حصدت الألغام الأرضية خلال اليوم الماضي من جحيم الحوثيين خاصة وأن منطقتهم تشهد تصعيدا من قبل المتمردين مما دفعهم للفرار من الحديدة نتيجة الاشتباكات الدائرة وتفضيل اللجوء إلى إحدى المخيمات بعد رحلة استغرقت 5 أيام جزء منها كان سيرا على الأقدام اضطروا خلالها للمرور من مناطق سيطرة الحوثيين التي تنتشر فيها حقول الألغام.
وكان عدد ضحايا الألغام في الساحل الغربي قد بلغ 2500 شخص أغلبهم من الأطفال والنساء والكهول بحسب إحصائية.
وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد أعلنت أن اشتداد المواجهات بين الحوثيين والقوات الحكومية بالحديدة قد دفع الحوثيين إلى زراعة الآلاف من الألغام في الطرق والمزارع جنوب الحديدة مؤكدة أن المدنيين هم الضحايا الرئيسيين للألغام.
ولعل ياسين هو اسم من بين الأسماء التي بات يعج بها سجل ضحايا الألغام الحوثية في اليمن، فيكفي زيارة ممرات المستشفى في مدينة المخا الواقعة على مسافة غير بعيدة شمالي مضيق باب المندب الاستراتيجي، لترى عن كثب عدد الضحايا الأبرياء الذين نالت منهم الألغام الحوثية الغادرة، والتي تعمل قوى التحالف على رأسها السعودية والإمارات على التصدي لها بكاسحات الألغام وغيرها لإبطال مفعولها و نزعها وتفكيكها وإنقاذ أرواح الناس العزل من شرورها.
هذا وصعدت ميليشيا الحوثي الانقلابية من حملات الاختطاف والاعتقال على المدنيين والتجار في مدينة ذمار وسط البلاد، فقد قامت طواقمها العسكرية بحملات مداهمات لعدد من المحلات التجارية ووكالات الغاز أسفرت عن اختطاف واعتقال عدد من ملاكها تحت ذريعة عدم دفع الزكاة إلى خزينة الميليشيات الحوثية بالمدينة.
ويواصل المتمردون انتهاكاتهم بحق أبناء اليمن حيث أثقلت كاهلهم بالإتاوات والجبايات تحت مبررات ومسميات مختلفة بهدف دعم ما يسمى بالمجهود الحربي.
لذا على المجتمع الدولي والمنظمات الأممية أن تعي أن الحوثيين تنظيم إرهابي يلجأ إلى أبشع السبل لتحقيق أهدافه العدوانية وأن كل ما يفعله الحوثيون في سلسلة المحادثات ما هو إلا ذر رماد على العيون لكسب الوقت لوضع العالم أمام الأمر الواقع.