الأخبار
انطفأت أنوار القصر الملكي السويدي الذي استضاف مشاورات السلام اليمنية طيلة8 أيام في شهر ديسمبر الماضي، والتي أسفرت عن توصل الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي الانقلابية إلى اتفاق يقضي بانسحاب الأخيرة من مدينة الحديدة وموانئها خلال 14 يوما بإشراف أممي. وحتى هذه اللحظة لم تتقدم اللجنة الأممية في الحديدة أي خطوة رغم مرور قرابة 100 يوم على هذا الاتفاق.
وفي رسالة واضحة عن تملص الأمم المتحدة من مسؤوليتها واتباعها سياسة غض الطرف عن الجرائم الحوثية، أعرب عضو الفريق الحكومي بالمشاورات الأخيرة عسكر الزعيل عن استيائه من طريقة تعاطي رئيس اللجنة الإشرافية التابعة للأمم المتحدة في مدينة الحديدة الجنرال مايكل لوليسغارد مع القضية، إذ أعلن لوليسغارد أن مسألة نزع الألغام من مناطق سيطرة الحوثيين لا تعنيه باعتبارها سلاحهم وأضاف أن إتلاف الألغام ليس من صميم عمله إذ تقتصر مهمته على الإشراف فقط، وهو ما اعتبره الزعيل موقف غير حيادي وشرعنة خفية للإرهاب الحوثي.
صارت الألغام مشكلة يمنية مزمنة لا سيما و أن الميليشيا الانقلابية الحوثية ما تزال تتوسع في زراعتها فلم تترك محافظة إلا و زرعت فيها ألغاما انجر عنها قضاء مئات المدنيين لنحبهم.
فأساليب وطرق زرع الميليشيات للألغام والعبوات الناسفة حملت قدرا من التنوع يؤشر إلى كمية الحقد والكراهية الدفينة للشعب اليمني إذ تتم عملية التفخيخ بطرق غير متعارف عليها ومنها زرع لغم مدرع وتحته لغم آخر لكي ينفجر في حال تم نزع الأول.
من جهة ثانية، أكد مدير عام المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن مسام، أسامة القصيبي أن قضية زرع الألغام بكثرة و بأنواع مختلفة من قبل الحوثيين تجاوز كل الأعراف والمواثيق لكن هذا لن يقف حجر عثرة أمام مجهودات المملكة العربية السعودية للمضي قدما في نزعها.
فقد أعلن مكتب مسام الإعلامي عن نزع 1927 لغم و ذخيرة غير منفجرة خلال الأسبوع الثاني من شهر مارس توزعت كالتالي 1296 لغما مضادا للدبابات و 25 لغما مضادا للأفراد و 577 ذخيرة غير متفجرة و29 عبوة ناسفة ليصل بذلك إجمالي ما تم نزعه منذ بداية الشهر إلى 4022.
وبالتالي فقد تمكنت فرق المشروع السعودي منذ انطلاق المشروع و لغاية 14 مارس من نزع 50152 تنوعت بين ألغام، ذخائر غير متفجرة وعبوات ناسفة.هذه المجهودات السعودية لنزع الشوكة المغروسة في الجسم اليمني لم تلق الدعم الكافي من الأمم المتحدة التي تواصل سياسة اللامبالاة تجاه الملف اليمني.. علامة أعطت للحوثيين الضوء الأخضر للمضي في تدمير اليمن والعبث بحياة مواطنيه والضرب بعرض الحائط جميع الاتفاقيات.