الأخبار
بعد أن كان البحر يجود عليهم بسخاء ورخاء، حالت الألغام بين الصيادين اليمنيين والخيرات الربانية في ذاك الامتداد الأزرق، حيث بينت دراسات حديثة تراجع إنتاج اليمن السمكي إلى النصف خلال الأعوام الخمسة الماضية، بسبب الألغام التي زرعتها المليشيات في مراكز الإنزال السمكي، وفي المياه الإقليمية والدولية، على طول سواحل البحر الأحمر، وتسببها في تشريدها للصيادين.
وقد أكد أحد الصيادين في مدينة الحديدة أنّ غالبية الصيادين تركوا مهنة الاصطياد، بسبب الألغام المنتشرة في البحر وفي مراكز الإنزال السمكي، والتي راح ضحيتها المئات من الناس، ما ولد المخاوف لدى الصيادين، كما أن ارتفاع أسعار الديزل جعلت عملية الاصطياد مُكلفة.
ويشار الى أن هناك حوالـي ٩٠ ألـف صيـاد مرخـص فـي البلاد، ويبلــغ عـدد القــوى العاملة في أنشطة الصيد، والأنشطة ذات الصلة بالصـيد حوالي 500 ألف شخص يعيلون أكثر من 3.5 مليون نسمة، وقد تعطلت عجلة حياة هؤلاء بسبب فخاخ الموت التي نالت من هذا القطاع ومن يمتهنون مهنة الصيد الى أبعد الحدود.
وقد كشفت إحصائيات صادرة عن الأمم المتحدة عن حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي صنفتها الأسوأ عالميا، حيث يواجه اليمن أكبر أزمة أمن غذائي في العالم، ويعيش حوالى 20 مليون شخص في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.
ومن بين هؤلاء، حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة، بحسب الأرقام الأممية.
وأشارت نتائج التقييم الطارئ للأمن الغذائي والتغذية إلى تجاوز مؤشر سوء التغذية الحاد (الهزل) في محافظات الحديدة وحضرموت وحجة وأبين عتبة 25٪ حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، بينما بلغ سوء التغذية المزمن (التقزم) مستويات حرجة تجاوزت 60٪ في 14 محافظة من أصل 22 محافظة.
وكذلك، كشفت وثيقة الاحتياجات الإنسانية التي أعدتها المنسقية الإنسانية للأمم المتحدة “أوتشا” أنّ نحو مليوني طفل و1,5 مليون امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد، كما تواجه حاليا 127 مديرية من أصل 333 مديرية مخاطر متزايدة بالانزلاق إلى المجاعة تصل إلى أكثر من 60٪ من عدد السكان.