منذ العام 2015، انتهجت ميليشيا الحوثي زراعة الألغام والعبوات الناسفة بصورة كثيفة وعشوائية، في كل المناطق والقرى التي وصلت إليها أياديها العابثة في شتى أصقاع اليمن.
المدارس كانت أحد أكثر الأماكن التي استهدفتها الميليشيا عنوة، إذ أحالتها إلى ثكنات عسكرية و فخختها بعد ذلك، بغرض بث الخوف والرعب في أنفس الطلاب الصغار ونشر الجهل ووأد العملية التعليمة.
مدرسة الشعب بمديرية جبل حبشي بمحافظة تعز نموذجاً بسيطاً لمئات المدارس التي فجرتها ألغام الحوثي وحرمت مئات الطلاب من مواصلة تعليمهم بشكل طبيعي، كما حرمت طلاباً آخرين من مواصلة حياتهم.
هادي عبده فاضل، البالغ من العمر ثمان سنوات هو أحد الطلاب الذين يدرسون في مدرسة وهو أحد ضحايا الألغام الحوثية أيضا، وعلى الرغم من أنامله المبتورة ومدرسته المفخخة، إلا أنه ما زال يستيقظ نشيطاً عند الصباح، فيحمل حقيبته ويذهب إلى المدرسة.
أصابع الطفل هادي المبتورة المتفحمة في كفه الطري، لم تعيقه عن حمل القلم والكتابة، فما زال يخط أحلامه على الورق بغية تحقيقيها ويرسم ملامح عالم بألوان زاهية تزرع فيه الحياة لا الموت.
يقول هادي: كنت ألعب في ساحة المدرسة وهناك عثرت على شيء طويل، أخذته معي إلى البيت لكي ألعب به، وذات يوم بينما كنت ألعب به، انفجر فجأة، وخسرت أصابعي الثلاث.
يضيف هادي، فجرت مدرستنا، والطلاب الذين كانوا يدرسون معي أرغموا على الانتقال للدراسة في مدارس أخرى أكثر أمناً رغم بعدها وصعوبة الوصول إليها، فيما انقطع عن التعليم طلاب آخرين خوفاً من الألغام.
يسترسل هادي بنبرة وجلة قائلاً : أنا أخاف من المدرسة، إذ أنها مليئة بالألغام التي قد تنفجر في أي وقت، وأتمنى أن تنزع الألغام منها لكي أعود إلى الدراسة فيها مجدداً.