الأخبار

منذ انقلاب الحوثي على الشرعية عام 2014، توسعت دائرة الصراع في عدد من المناطق اليمنية، وتعطلت جميع الخدمات الإجتماعية الأساسية، وأجهضت أجندة الدولة لتحقيق التنمية وشردت عشرات الآلاف من الأسر اليمنية من مناطقها وانهار القطاع الصحي وعادت الأوبئة والأمراض المعدية للظهور والتفشي خصوصا في مناطق سيطرة هذه الجماعة الإجرامية.
لقد غير انقلاب الحوثي تصوراتنا عن اليمن. غير من الحقائق التي نعرفها عن هذا البلد الذي كان يكنى بـ”السعيد”، مضيفة حقائق أخرى أكثر ألما ولوعة، لا يمكن لأي وسيلة إعلامية أن تنقلها أو أن تلم بجميع أركانها، لكن يمكن لهذه السطور أن تقدم لمحة بسيطة عن حجم المعاناة جراء الغطرسة الحوثية.
ففي اليمن 29 مليون شخص، يعتمد 80% منهم على المساعدات للبقاء على قيد الحياة فيما يعجز 58% منهم على الحصول على مياه نظيفة، في حين لا يجد 52% مشفى لتلقي العلاج، وذلك بسبب تقويض قطاع الرعاية الصحية، حيث تعرض أكثر من 160 مستشفى وعيادة للهجوم، حتى بات لا يعمل اليوم سوى 45% من المنشآت الصحية، هذا علاوة على معاناة الآلاف من سكان اليمن من سوء التغذية.
ما سبق ذكره، أدى إلى تفشي عديد الأمراض والأوبئة التي أطفأت عديد الشموع البشرية بعد أن أذابت جسمها رويدا رويدا، وتأتي على رأس القائمة الكوليرا التي اجتاحت في البداية نحو 19 محافظة يمنية من أصل 21، مخلفة أرقاما وإحصائيات مخيفة، ورصد تفشي هذا الوباء في البلاد أول مرة في أكتوبر من عام 2016، وقد نجحت الجهود الكبيرة التي بذلها العاملون في المجال الصحي في السيطرة على هذه الموجة، لكن مع استمرار الحرب وتقويض النظام الصحي وتدمير البنية التحتية وندرة المياه النظيفة، تفشت موجة أخرى من الوباء في العام 2017 في نصف المحافظات تقريبا، وبحلول نهاية 2017 وصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الوضع الإنساني في اليمن بأنه أسوأ أزمة إنسانية.
وحسب تقارير أممية سابقة، فإن الحرب التي تقودها الميليشيات الحوثية ضد اليمنيين منذ انقلابها أدت إلى نزوح أكثر من 4.6 مليون شخص يعاني الكثير منهم من سوء التغذية وحرمان الأطفال من التعليم وتعرضهم للتجنيد.
على صعيد متصل، ارتكب الإنقلابيون جرائم وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، حيث كشف تقرير أممي أن هذه الجماعة شنت هجمات عشوائية استهدفت بها المدنيين في أعمال ترقى إلى جرائم حرب.
لقد تسببت الميليشيات الحوثية في تأزم الوضع الإنساني والإقتصادي والإجتماعي والصحي…. رغم ذلك مازالت ماضية في نهجها التدميري غير مكترثة لما سيعانيه المدنيون نتيجة أعمالها الوحشية. وما زادها قوة هو الصمت الدولي ووقوفه وقفة المتفرج. فهل سيإتي يوم تنقشع فيه هذه السحب الدكناء عن الأراضي اليمنية؟.