الأخبار
حقائق التاريخ والجغرافيا تقول إن الحوثي فشل في فرض سيطرته على كل المناطق اليمنية. لقد كان يسعى إلى أن يكرس واقعا مغايرا لما ينشده اليمنيون حتى وإن كان الثمن اليمن وشعبه.
وبعد مرور 6 سنوات على الانقلاب الحوثي، مازال اليمنيون يتذكرون ذلك اليوم المشؤوم الذي زحفت فيه الميليشيات الإرهابية على صنعاء لتقود البلاد إلى كارثة إنسانية هي الأسوء في العالم.
“نكبة اليمن” هذا ما أطلقه رواد التواصل الاجتماعي بتاريخ 21 سبتمبر واصفين سقوط الدولة بيد الحوثيين بالجحيم الجاثم على الجميع.
هذا التاريخ اختار لليمن طريقا إلى الهاوية بأقل قدر ممكن من الجهد من خلال الألغام التي وزعتها الميليشيات بسخاء على محافظات اليمن.
لقد أثبت الحوثي للعام السادس على التوالي أنه مشروع موت لليمنيين، وهو ما أكده رئيس مركز أبعاد للدراسات عبد السلام محمد بقوله “كنا نعد ضحايا الحوثي وأصبحنا نعد اليمنيين بعد جرائم الحوثي. لم تبق هذه الجماعة الانقلابية للحياة أملا في قلب أي يمني واستمرارها دمار للأرض والإنسان.
ففي طريقها لبسط سيطرتها، حطمت الميليشيات الحوثية رقما قياسيا في حرب الألغام حتى صارت واحدة من أمهر الجماعات الإرهابية في العالم في شن هجمات بالعبوات الناسفة. وكشفت الإحصائيات سقوط آلاف الضحايا القتلى والجرحى بسبب هذا التوجه.
هذه الحصيلة هي نتيجة طبيعية لخبث هذه الجماعة ومكرها، إذ عمدت إلى صناعة الألغام على أشكال مموهة ما يجعل إمكانية كشفها أمرا صعبا عدا عن نشرها على نطاق واسع.
ومع كل سقوط لليمنيين بين قتيل ومصاب بسبب هذا الوباء المنفجر، تصبح الحاجة لبذل مزيد من الجهود أكثر إلحاحا خاصة أن الأرقام المعلن عنها اليوم ليست دقيقة فالعدد الحقيقي للألغام المنتشرة على الأراضي اليمنية سيكشف بعد انتهاء عمل فرق نزع الألغام التي تبذل كل ما في وسعها في سبيل تخليص اليمن من هذا المشكل العويص.
وتعتبر فرق مسام الدعامة الأساسية لهذه الجهود الرامية لانتشال اليمن من هذا المستنقع، لذلك تواصل جهودها الحثيثة في تفكيك الألغام ومخلفات الانقلابيين.
وكان قائد الفريق 28 المهندس فكري حسن قاسم قد أكد أن فريقه تمكن من تفكيك شبكة ألغام على جوانب الطريق الرئيسي الرابط بين محافظة عدن وميناء المخا الاستراتيجي مما كان يسبب خطرا كبيرا على حياة المسافرين.
وفي سياق متصل، نفذ فريق جمع القذائف عملية إتلاف وتفجير لـ1144 لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة في مديرية باب المندب بالساحل الغربي.
وشملت 226 لغما مضادا للدبابات و309 قذيفة غير منفجرة و272 فيوز منوعة و333 ذخيرة غير منفجرة و4 صواريخ مفخخة. وتعد هذه العملية عدد 30 لهذا الفريق ليرتفع إجمالي عمليات الإتلاف التي نفذها مسام في اليمن إلى 81 عملية.
وقد دأب مشروع مسام على إتلاف المتفجرات المنتزعة بمختلف أنواعها أولا بأول كتوجه ثابت لضمان عدم استخدامها مجددا من قبل أي طرف.
رغم المخاطر التي تهدد حياة العاملين في مشروع مسام، فإن ذلك لم يزدهم إلا إصرارا على التمسك أكثر بتخليص اليمن أرضا وشعبا من شر هذا البلاء المنتشر. لكن تبقى هذه الجهود تنتظر وقفة حازمة من المجتمع الدولي لتستطيع إبعاد اليمن عن شبح الخطر.