البرد وقلة ذات اليد، دفعا فتحية صالح إلى المجازفة والخروج بحثا عن الحطب لتدفئة أهلها.
وعلى مدار شهرين نجحت فتحية في تضحيتها من أجل عائلتها ووفرت لهم حزمات حطب دفعت عنهم البرد القارس، حتى جاء اليوم الذي توقفت فيه فتحية عن هذه المهمة ليس بمحض إرادتها، وإنما بالرغم عنها.
بينما كانت فتحية تهم برفع حزمة الحطب على ظهرها، اهتزت الأرض تحت قدميها، وتشظت حياتها وذهبت صحتها وقواها أدراج الرياح، فبعد هذه الحادثة الملغومة باتت فتحية مبتورة السارق حزينة ومنكسرة.
وقد عانت فتحية من تأثر زوجها على مصابها وتعكر صحتها، مما ضاعف حزنها ورغبتها في اعتزال الناس، حيث باتت تقضي شهوراً منفردة إلى سجادتها، تحمد الله على ما ألم بها من ابتلاء.
وبين الدموع والحسرة والتمسك بحبال الصبر، تحرص فتحية على ملازمة الدعاء بالخير لمشروع مسام الإنساني في اليمن متمنية له التوفيق والنجاح ومزيد التألق في حماية اليمنيين من بطش الألغام.