الأخبار
صور مؤلمة تتناقلها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تكشف الجوانب الكارثية التي يعيشها الشعب اليمني في المناطق الخاضعة للسيطرة الحوثية والتي تحولت إلى مقابر جماعية للأحياء والأموات على حد السواء. أجساد هزيلة ينهشها الجوع، أعداد مهولة للمتسولين الباحثين في الشوارع عما يسد رمقهم وآلاف الأسر تقبع خلف جدران منازلهم في انتظار المساعدات الإنسانية التي لم تصل ولن تصل مادامت الميليشيات الانقلابية مهيمنة على كل شيء.
خلال السنوات الست للسيطرة الحوثية على المناطق اليمنية، توقفت القطاعات الخدماتية بشكل شبه كامل على غرار الكهرباء والماء، ولم يكن التعليم أفضل حالا بعدما أصابت هذه الميليشيات المنظومة التعليمية بالشلل في ظل عدم صرف رواتب المعلمين ومساعيها المستمرة لتزييف المنهج الدراسي بما يتماشى وتصوراتها الإيديولوجية.
حيث غيرت مناهج التربية والتعليم وحتى البرامج الثقافية وفقا للرؤية الحوثية وسط تخوفات من تأثير هذه الثقافة المتطرفة على النشء، مما ينذر بإخراج جيل كامل متأثر بأداة التعبئة الطائفية خاصة في ظل فرض أفكارها بالقوة والتي قادت آلاف الأطفال اليمنيين إلى ساحات القتال وخطوط النار.
ثمة تجاهل واضح لأرواح المدنيين من قبل الحوثيين، ويتضح ذلك من خلال الانتهاك العلني للقانون الإنساني الدولي ومن العشوائية التي يشنون بها ضرباتهم. فميليشيات الحوثي حين ضاق عليها الخناق بعد دحرها من عديد الأماكن وقتل عدد كبير من عناصرها ورفض اليمنيين الانصياع لأوامرها والخضوع لتهديداتها والانضمام لصفوفها لجأت إلى أساليب غير إنسانية من خلال خطف الأطفال وإجبارهم على حمل السلاح والانضمام لصفوف هؤلاء الانقلابيين. الأمر الذي دفع آلاف الأسر إلى الفرار والنزوح لحماية أبنائهم من مصير مجهول. هذا عدا عن توزيع ألغامها برا وبحرا بهدف الانتقام من المدنيين وإشفاء غليلها.
مسلسل الانتقام الحوثي مازال متواصلا، حيث مازالت ماضية في هذه السياسة التدميرية غير عابئة بأي قوانين ولا اتفاقيات.
وسط هذه المعاناة، تواصل الفرق التابعة لمشروع مسام مهمة التخفيف من وطأة هذا الانقلاب السافر من خلال العمل على إزالة الألغام التي طمرتها هذه الجماعة عنوة في طريق اليمنيين. وقد تمكنت خلال الأسبوع الثاني من هذا الشهر من نزع 2782 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة توزعت على النحو التالي: 382 لغم مضاد للدبابات و34 لغم مضاد للأفراد و45 عبوة ناسفة و2321 ذخيرة غير منفجرة. ليصل مجموع ما تم نزعه منذ بداية الشهر ولغاية الـ14 منه إلى 3804 وليرتفع إجمالي ما وقع إزالته منذ انطلاق المشروع ولغاية منتصف مايو إلى 166987 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة.
مآسي يعيشها أهالي اليمن وسط سكوت وصمت دولي غير مبرر، وهو ما عاد بالوبال عليهم وشجع هذه الجماعة على المضي قدما في تدمير هذا البلد بشرا وحجرا.