في اليوم الدولي “للتوعية بخطر الألغام” وتحت شعار “أرض مأمونة ومنزل مأمون”، سعى مشروع مسام أن يخاطب العالم عن رسالته الإنسانية وفحوى المآسي البشرية التي تسكن وراء أسوار أزمة الألغام المستفحلة في اليمن، من خلال إقامته لمعرض في لندن سلط الضوء على فصول مؤلمة من الأزمة الإنسانية بسبب الألغام، ليكون هذا المعرض من أبرز الأحداث والإنجازات التوعوية التعريفية في السجل هذا المشروع النبيل لسنة 2022.
معرض سلط الضوء على حجم الكارثة الإنسانية في اليمن بسبب الألغام، حيث يخاطر اليمنيون بأرواحهم كل يوم بسبب علب الموت المنفجرة والمنتشرة على جنبات الطرقات وفي الحقول والمزارع والمناطق المأهولة بالسكان. فعلى الرغم من الهدنة المعلن عنها لمدة شهرين، لا تعرف العبوات لغة التوقف والتريث في حصد الأرواح وبتر الأطراف.
وقد ضم المعرض صوراً لوجوه بريئة لمدنيين فقدوا أطرافهم بفعل هذه الألغام وآخرين يجزعون لفقد أحبة لهم في حقول الموت المنتشرة في البلد، بينهم أطفال ومسنون لا ناقة لهم في الحرب القائمة ولا جمل، وشباب يفترض أنهم يشكّلون قوام قوة إيجابية لإعالة أسرهم والمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في اليمن، لكن هذه الألغام أقعدتهم عن العمل والحركة، ليصبحوا ضمن غالبية تحتاج إلى مساعدات ورعاية ملحة.
كما أضاء هذا المعرض على معاناة الناس مع الموت الملغوم، حيث تسبب تنقلات كثير من اليمنيين في تعرضهم لانفجار الألغام تحت أقدامهم ومركباتهم ، فيما يضطر عدد منهم إلى مواصلة تحركهم من أجل الحياة اليومية، منها العمل في الحقول الزراعية ورعي الماشية والوصول إلى مصادر المياه، في ظل ظروف مأساوية أقل ما يقال عنها “كارثية بامتياز”.
وعلى هامش المعرض أقام مسام حفلا تعريفيا بالمشروع، حيث عرض القائمون صوراً لزرع ألغام حتى في المدارس، وعرض تجارب ناجحة على الأرض في تخليص مدارس من الموت الملغوم على يد فرق مسام.
كما أطلع القائمون على هذا المعرض الحضور نماذج من ألغام بدائية الصنع بأحجام كبيرة تشبه أسطوانة الغاز المنزلي، لإيجاد مقاربة عن حجمها ومقاسها، حيث أفاد أحد القائمين على إزالة الألغام في هذا السياق أنه لم يشهد مثل هذه المآسي التي تسببت فيها الألغام في اليمن طوال عمله ضمن فرق الأمم المتحدة وفي أكثر الأماكن خطورة في العالم.
كما عرض القائمون على المعرض نوعاً من الألغام تشبه الصخرة، حيث أفاد الأستاذ أسامة القصيبي، مدير عام مشروع مسام، أن مثل هذه الألغام شوهدت في جنوب لبنان في السبعينيات من القرن الماضي وهي عبارة عن ألغام يصعب الانتباه إليها. وقد أبطلت “مسام” مفعول 7000 لغماً من هذا النوع في اليمن.
معرض قدم لمحة ضافية على مسيرة مسام في اليمن وإنجازاته الرائدة في دحر الألغام، حيث طوى “مسام” العام الرابع من عمله الإنساني في اليمن وقد أفلح في الوصول إلى 350 ألف لغم وعبوة في البلاد ضمن مساعيه لإزالة خطر فقد الأرواح والأطراف بسبب علب الموت المهلكة للحرث والنسل.
كما تضمنت النبذة المتعلقة بالمشروع في المعرض، على اطلاع الحضور على قيام مسام بجهود رائدة في تدريب متخصصين في نزع الألغام وتزويدهم بأحدث التقنيات والأجهزة الوقائية لممارسة عملهم التطوعي في البلاد، حيث أن القائمين على هذه العمليات في سباق مع الزمن للتعرف إلى أنواع جديدة من الألغام التي تزرعها الميليشيات المدعومة من إيران، منها بدائية الصنع وأخرى متطورة يتلقّى الحوثيون التدريب على استخدامها وزرعها من الخارج.
وأكد مدير عام “مسام” أن بين 70 إلى 80 في المئة من الألغام المنتشرة في اليمن تُهرّب إلى داخل البلد، كما طالب أسامة القصيبي من المواطنين في اليمن عدم التردد والتنقل في الأماكن التي شهدت انفجارات للألغام والحرص على إبلاغ فرق “مسام” بوجود مثل هذه الألغام وتجنّب تخزينها في المنازل.
وقد ختم الاحتفال المصاحب للمعرض بالتأكيد على استمرار مسام بعمله الإنساني في إزالة الألغام والعبوات الناسفة لإنقاذ حياة المواطنين الذين يعيشون أزمة إنسانية حادة بسبب إصرار الحوثيين على زرع الموت الملغوم في اليمن.