الأخبار
أبتلي اليمن بزمرة من الإرهابيين ألحقوا به جميع أصناف الدمار والمصائب والأحزان من قتل وقنص وتقويض للبنية التحتية وتعذيب وتشريد.. قائمة الانتهاكات طويلة بحيث لا يمكن لأي إنسان أن يتخيل مدى بشاعة الصورة التي صار عليها اليمن.. وطن يئن ويتخبط في الظلمة بسبب ميليشيات أرادت السطو على الحكم بأي طريقة حتى وإن كان عن طريق وأد اليمنيين والقضاء عليهم واحدا واحدا.
لقد تسبب الانقلاب على الشرعية في حرب امتدت إلى عدد كبير من محافظات اليمن مخلفا وراءه مساحات واسعة من المدن والقرى والطرقات والمنشآت العامة ومصادر المياه والمناطق الزراعية الملوثة بالألغام المضادة للأفراد والمضادة للآليات ومخلفات الحروب.
وأدت هذه الآفة المستشرية في الأراضي اليمنية إلى ظهور صعوبات جمة منها الاقتصادية والأمنية، إضافة إلى الخطر الذي تشكله على المواطنين، حيث قضى العديد منهم نحبه بعد أن انفجرت في وجهه إحدى هذه العلب القاتلة فيما عبثت بقيتها بمئات الأجساد.
ولا يوجد دليل يصور حجم هذه المأساة أكثر من القضاء على 4 أشخاص من عائلة واحدة، حيث انفجرت عبوة ناسفة بالسيارة التي كانت تقل العائلة في منطقة موشج بمديرية الخوخة جنوب محافظة الحديدة، مما أدى إلى وفاة المواطن محمود باقاضي وزوجته وطفلتيهما التي لم يتجاوز عمرها الأسبوع الواحد إضافة إلى معاذ أحمد شبيعن فيما أصيب شخص آخر.
تأتي هذه الحادثة بعد يومين من مقتل الطفل محمد ابراهيم زيلعي ذا 17 ربيعا عقب انفجار عبوة ناسفة بجوار مدرسته في قرية دير الولي في منطقة رأس عيسى التابعة لمديرية الصليف الخاضعة لسيطرة الميليشيات شمال محافظة الحديدة التي تعد من أكثر المحافظات اليمنية احتواء للألغام، وتحتل المرتبة الثانية بعد محافظة تعز بعدد ضحايا الألغام.
ولم يقتصر خطر الألغام على الإنسان وحده بل كان للحيوانات أيضا نصيب وافر من جرائم الحوثيين، حيثت سببت في نفوق الكثير من المواشي والإبل.
لقد أطنبت الميليشيات في إجرامها من خلال إقدامها على نثر الألغام والعبوات الناسفة في كل مكان في اليمن وبشكل عشوائي، الأمر الذي قلب حياة الناس رأسا على عقب، هذا الوضع استوجب تدخل طرف فاعل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح وبث الحياة في مناطق صارت أطلالا بعد أن هجرها سكانها نتيجة انتشار الألغام بها.
هذا الطرف ماهو إلا مشروع مسام الذي يعمل بصفة دؤوبة لتأمين حياة المدنيين وإبعاد شبح الموت عنهم، إذ تمكنت فرقه الميدانية منذ انطلاق المشروع ولغاية 13 فبراير من نزع 134259 لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة، 4911 منها خلال الأسبوع الثاني من شهر فبراير.
تحتاج عملية تخليص اليمن من الألغام إلى سنوات، لكن هذه المدة ستحصد حياة العديد من اليمنيين عدا عن إحالة المئات منهم على الكراسي المتحركة، لذلك فاليمن في صراع مع الوقت لإنقاذ أبنائه من براثن هذا العدو الماكر.