الأخبار
سنوات من الفقر والجوع والموت والقصف والتفخيخ وتشريد اليمنيين. ومع ذلك لم ترو الميليشيات الحوثية ظمأها من دماء الأبرياء، ولم تشبع نار حقدها التي التهمت الأخضر واليابس في البلاد.
لقد أدخل هؤلاء الانقلابيون اليمن في حرب هي الأكبر في تاريخها الحديث وأعادته إلى الوراء قرونا على جميع الأصعدة حتى صارت تصنف كأسوأ كارثة إنسانية في العالم وذلك وفقا للتقارير الأممية.
لا تكاد تجد مكانا في اليمن لم يلطخ بالدماء أو لم يدمر أو لم يفخخ بالعبوات الناسفة والألغام اللعينة التي دأبت الميليشيات على نشرها على الرقعة الجغرافية اليمنية بطريقة عشوائية تنم عن مدى الكره والحقد المتغلغل في نفسها، مما أدى إلى تهجير المواطنين وتشريدهم عدا عن صعوبات إيصال المساعدات الإنسانية والطبية لهم.
الأمر الذي جعل الشعب اليمني يواجه أمراضا وأوبئة فتكت بصحة الآلاف وأزهقت أرواح العديد منهم. هذا إلى جانب الحالة الكارثية التي أصبح يعيشها المواطنون في مناطق سيطرة الحوثيين.
لقد حول هؤلاء المارقون عديد المناطق في اليمن إلى مقابر للأحياء، أجساد هزيلة هائمة في الطرقات أخذ منها الجوع مأخذه وأعداد مهولة من المتسولين الذين يجوبون الشوارع بحثا عما يسد رمقهم.
منذ انقلابهم، وهذه الميليشيات تشن حربا مفتوحة على اليمنيين وخاصة باستعمال الألغام التي زرعتها في جميع المناطق التي وطأتها وذلك لهدفين اثنين أولهما الانتقام بقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين الرافضين لوجودها بينهم، وإعاقة عودتهم إلى ديارهم واستصلاح أراضيهم، وثانيا لإعاقة تقدم القوات الشرعية.
وهو ما أكده قائد الفريق الـ25 مسام العقيد عبد الخالق فاضل من خلال قوله أن الميليشيات الحوثية تعمدت زراعة الألغام لمحاربة اليمنيين في مساكنهم ومصادر عيشهم.
وحسب تقديرات مشروع مسام فإن الحوثيين زرعوا أكثر من مليون لغم متنوع في المناطق التي دارت فيها معارك بين القوات الحكومية وهؤلاء المتمردين.
ويسعى مشروع مسام لإزالة هذا العبء عن اليمنيين ومنحهم حياة آمنة تمكنهم من ممارسة حياتهم الطبيعية دون خوف رغم ما تنضوي عليه هذه المهمة من مخاطر على حياة العاملين في المشروع، لكن إيمانهم برسالتهم جعلهم أكثر تشبثا بمهمتهم النبيلة.
ولم يقتصر عمل مسام الذي انطلق عام 2018 على نزع الألغام والعبوات الناسفة بشتى أنواعها بل عمل كذلك على إتلافها لضمان عدم استخدامها مجددا، وقد نفذت إلى الآن 57 عملية إتلاف وتفجير.
وتعد هذه النتائج التي حققتها الفرق الميدانية التابعة لمشروع مسام جيدة ومشجعة وذلك بفضل الإصرار والعزيمة والروح المعنوية العالية لدى هذه الفرق لتأمين الأراضي اليمنية من الألغام بمختلف أنواعها وأشكالها التي زرعتها الأيادي المجرمة وتسببت في إزهاق آلاف الأرواح.
في ظل الحرب العبثية التي أشعلتها الميليشيات الحوثية، تزايدت أعداد السكان اليمنيين الذين يحتاجون لمساعدة إنسانية ماسة بعد أن أنهتكهم الغطرسة الحوثية وقضت على حلمهم بتأسيس دولة ينعم فيها العيش، حيث تحولت إلى مقبرة لأبنائها بعد أن حاصرهم الجوع والفقر والأمراض وعلى رأسهم الألغام المتربصة بهم مع كل خطوة.