الأخبار
ما الحياة في اليمن الآن سوى موت ودمار وجوع هذا هو الوصف الدقيق للوضع الراهن هناك. “فاليمن يعيش أكبر أزمة إنسانية في العالم” هذه الكلمات تتردد على مسامعنا عديد المرات لكن هل يعي العالم معنى هذه الكلمات على أرض الواقع.
في المدن اليمنية، انهارت البنية التحتية التي تدعم استمرار الحياة الطبيعية. وتتراكم أكوام القمامة والركام وتتعطل خدمات الإمداد بالماء الصالح للشرب. أما المستشفيات فحدث ولا حرج فهي لا تعاني نقصا في الأدوية والمعدات وحسب وإنما تعاني أيضا دمارا هائلا، أما في مخيمات اللاجئين، فتبذل الأمهات قصارى جهدهن من أجل توفير وجبة غذاء لأسرهن. هذه الوجبة عادة ما تتكون من رغيف واحد أو من دقيق مخلوط بالماء ليخيم شبح المجاعة على هذا البلد.
وكان منسق الشؤون الإنسانية في اليمن راميش رجاسينغام قد حذر من مطاردة المجاعة لليمنيين منددا بالعوائق التي يواجهها إيصال المساعدات الإنسانية موضحا أن القيود تطال 6.7 ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدة، إذ يتعرض عدد كبير من العمل الإنسانيين في شمال البلاد الذي يسيطر عليه الحوثيون للاعتداء والتهديد عدا عن الاعتقال التعسفي وحرمانهم من حرية الحركة.
إن الوضع في اليمن يزداد سوءا، فقبل ما يزيد عن العام تم إعلان المجاعة في أجزاء معينة من البلاد أما الآن فيواجه 80% من سكان البلاد البالغ عددهم 24 مليون نسمة نقصا حادا في الغذاء فباتوا على حافة المجاعة، الأمر الذي يعني أن كل طفل في اليمن قد تعرض لسرقة الفرص التي كانت ستقدمها له الحياة، فسوء التغذية ليس شيئا يمكن التعافي منه فهو إما سيقصر الطول أو سيؤثر على كيفية التطور أو الحد من فرص الشخص مما سيعرقل تطور البلاد.
على صعيد آخر، تواصل الميليشيات الحوثية انتهاكاتها وجرائمها تجاه الشعب اليمني وخاصة في محافظة الضالع جنوبي اليمن التي شهدت خلال الأشهر الثلاث الماضية سقوط ما يزيد عن 230 مدنيا بين قتيل وجريح علاوة على نزوح الآلاف من منازلهم جراء الهجمات الحوثية والألغام المنتشرة هناك.
فيما ذكر تقرير حقوقي صادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات بالتعاون مع 13 منظمة دولية ارتكاب الحوثيين ل 389 انتهاك ضد المدنيين توزعت بين القتل المباشر والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري إضافة إلى زراعة الألغام التي صارت الهاجس الأكبر للمواطنين، حيث كبلت حركتهم ومنعتهم من مزاولة نشاطاتهم عدا عن إزهاق أرواح أبنائهم.
اليمنيون في كرب عظيم ليس بسبب الانقلاب فحسب بل بسبب الطريقة التي يتوخاها الحوثيون في هذه الحرب. فلا مبرر لوفاة طفل جوعا ولا لتدمير مستشفى ولا لقطع الماء الصالح للشرب. يحتاج اليمن اليوم إلى حل جذري لهذه الأزمة للخروج من دائرة الخطر المحدق به.