الأخبار
الألغام تشبه شبح الموت الذي يلاحق اليمنيين مع كل خطوة. إذ داومت الميليشيات الحوثية منذ بروزها على الساحة اليمنية على زرع الألغام أينما حلت.
هذه الاعتداءات الإجرامية تثبت الطبيعة الإرهابية لهذه الميليشيات ومشروعها الطائفي الذي يتجاوز بأهدافه الحدود اليمنية.
إن مضي جماعة الحوثي قدما في انتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان يأتي انعكاسا طبيعيا لصمت المجتمع الدولي عن تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه اليمنيين، إذ وقف متفرجا على ما يحدث في هذا البلد من انتهاكات وحشية وجرائم بشعة.
ومع استمرار الميليشيات في تعنتها، ازداد الوضع الإنساني ترديا، حيث انتشرت الأوبئة وأمراض جديدة مما فاقم من معاناة اليمنيين خاصة مع استمرار تردي الحالة الاقتصادية وارتفاع معدل الانتهاكات لاسيما في المدن الجنوبية.
لقد برزت خلال العام الفارط إنفلونزا الخنازير، وانتشرت بشكل لافت في محافظتي تعز وصنعاء، فيما استمرت الكوليرا في التمدد وحصد أرواح المئات منذ ظهوره الأول عام 2016. وقد بلغت حالات الإصابة بها منذ يناير 2019 أكثر من 854 ألف شخص، توفي منهم أكثر من ألف شخص حتى ديسمبر 2019.
كما سجل ارتفاع في حالات الإصابة بحمى الضنك إلى أكثر من 650 حالة خلال نفس العام متسببا بوفاة ما يزيد عن 270 شخص، في حين وصلت حالات الإصابة بمرض الدفتيريا إلى أكثر من 4 آلاف إصابة وأدت إلى وفاة 253 شخص، إضافة إلى تسجيل حالات إصابة بداء الكلب تجاوزت الـ 1000 حالة، توفي منها 54، أما حالات الإصابة بالملاريا فقد تجاوزت المليون وعشرين ألف حالة إصابة واشتباه خلال 2019، أكدت الفحوصات المخبرية إصابة 150 ألف، قضى 17 شخص منها نحبهم.
هذا غيض من فيض معاناة اليمنيين، حيث لم تتوقف مكابدة أبناء اليمن عند الأوبئة والأمراض بل كان للمجاعة وسوء التغذية نصيب في نحت الألم على وجوههم، فحسب الأرقام الصادرة عن منظمة الصليب الأحمر لعام 2019 يقاسي 3.2 مليون طفل وامرأة سوء التغذية الحاد فيما يعاني 50% من الأطفال من التقزم الدائم.
وأشار مسؤول الإعلام والاتصال في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى وجود أكثر من 24 مليون يمني أي ما يمثل 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات غذائية، كما بينت الإحصائيات أن 14 مليون يمني لا يستطيعون الحصول على خدمات صحية مباشرة، إذ أن 50% من المرافق الصحية معطلة أما البقية فإنها لا تؤدي خدماتها بشكل كامل بسبب نقص الأدوية. هذا إضافة إلى عجز 15 مليون شخص على الحصول على مياه نظيفة.
لاتزال كارثة الانقلاب الحوثي تلقي بظلالها على الواقع اليمني فقد خلفت أزمة إنسانية تعتبر هي الأكبر في العالم. لكن رغم هذا كله مازالت الميليشيات مصرة على المضي قدما لإنهاك سكان هذا البلد الذي بات يتنفس بشق الأنفس.