الأخبار
على مدار سنوات الحرب الماضية، عانت معظم المناطق لا سيما الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية من أزمات مختلفة لعل أهمها الأزمة الصحية، حيث يعاني اليمن مأساة إنسانية متشعبة أسقطت الأقنعة وأظهرت الوجه القبيح لهذه الجماعة التي أكلت الأخضر واليابس منتهكة بذلك كل الأعراف والقيم الإنسانية.
فما فتئت الميليشيات الحوثية ترتكب أبشع الجرائم التي تنوعت بين القتل والتعذيب والاختطاف والاعتقال التعسفي وتجنيد الأطفال واستخدامهم كدروع بشرية، إضافة إلى حصار المدن وزرع الألغام وتفجير المنازل وسرقة المساعدات.
لقد تفنن الحوثيون في صناعة الموت والجريمة، أما اليمنيون فبين مشرد وجائع ومصاب بسبب ما يرتكبه هؤلاء المارقون من جرائم وحشية تجاوزت كل الحدود.
وكانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات قد وثقت 756 حالة انتهاك ارتكبتها ميليشيات الحوثي في مختلف المحافظات اليمنية خلال الفترة من 10 ديسمبر 2019 وحتى 10 يناير 2020، وقد توزعت هذه الانتهاكات بين القتل المباشر والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري وزراعة الألغام وجرائم القنص وانفجار المقذوفات وقذائف الهاون إضافة إلى اقتحام وتفجير المنازل السكنية والمباني والمنشآت الحكومية والخاصة.
كما سجل فريق الرصد والتوثيق الميداني 46 حالة قتل بينهم 7 نساء و13 طفلا عدا عن 17 حالة تصيدتهم الألغام الأرضية لترديهم قتلى، وأفاد التقرير أن عدد المصابين المدنيين خلال نفس الفترة قد بلغ 76 مدنيا بينهم 16 امرأة و19 طفلا، مشيرا إلى أن الألغام الأرضية التي زرعتها أيادي الشر الحوثية تسببت في إصابة 27 مدنيا بينهم أطفال ونساء.
إن الجرائم المرصودة تظل أقل بكثير من الجرائم والانتهاكات الفعلية التي حدثت خاصة في المناطق الخاضعة للسيطرة الحوثية، مع العلم أن جرائم أخرى كثيرة لم يتم التأكد منها نظرا للظروف الأمنية والصعوبات والعراقيل التي تقف في طريق الراصدين وتخوف أسر الضحايا الذين يرغمون على عدم البوح بالجرائم التي تطال ذويهم.
يوما بعد يوم، يتأكد للجميع الدور الخبيث الذي يلعبه ذراع إيران في اليمن من خلال عمله الدائم على تقويض كل مقومات الحياة.
فيكفي فقط أن نلقي نظرة على ضحايا الإرهاب الحوثي لنعرف حجم الدمار والخراب الذي ألحقته هذه الجماعة الإنقلابية باليمن علاوة على نشر الفوضى وهدم مؤسسات الدولة، فمنذ أن انقلب الحوثيون على الحكومة الشرعية عام 2014 في محاولة للسيطرة على الحكم، وعلى مدار أكثر من خمس سنوات، ارتكبوا أبشع الجرائم الإنسانية في حق أبرياء ليس لهم ذنب سوى أنهم وجدوا في عهد هؤلاء الإرهابيين.
وتأتي صور آثار القصف الحوثي على جامع داخل معسكر الإستقبال في محافظة مأرب لتؤكد إرهاب هذه الميليشيات التي تسعى لإستمرار العنف والدمار في البلاد. وقد أسفرت هذه الحادثة عن سقوط 111 قتيلا لتبقى الحصيلة مرشحة للإرتفاع في ظل وجود 68 جريح حالتهم خطيرة.
وكانت الميليشيات قد استهدفت بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الجامع الواقع داخل معسكر للإستقبال تابع للقوات الحكومية شمال غربي مأرب، مما أدى إلى سقوط أكثر من 90 قتيلا و130 جريحا لكن حالات الإصابات الخطيرة زادت من حصيلة القتلى.
الإجرام الحوثي أطنب في رسم ملامح المعاناة ونحت الألم على ملامح اليمنيين. الأمر الذي جعل حياتهم مجرد مغامرة يومية للفرار من قوالب الموت المزروعة على أراضيهم، وما الإحصائيات المعلن عنها إلا نزر قليل من حجم الكارثة.