الأخبار
إن استخدام ميليشيا الحوثي للألغام الأرضية تظهر مدى قسوتها البالغة تجاه اليمنيين. فهي تتسبب في معاناة جمة لأبناء هذا البلد الذي بات يعاني الأمرين نتيجة الحرب العبثية التي أشعلتها الجماعة الحوثية.
وتتسبب الألغام في إصابات مختلفة في صفوف المدنيين، كما أنها تقف حائلا أمام عودة الأسر النازحة إلى منازلهم ومن اعتقد أنه قادر على الولوج لمسكنه بعد انسحاب جماعة الحوثي من منطقته فقد توهم ذلك، حيث فوجئ بتفخيخ منطقته بالكامل وجعلها تسبح فوق حقول ألغام في انتظار ضحاياها.
وفي الوقت الذي تتوسع فيه الميليشيات الحوثية في زراعة الألغام في مختلف المناطق اليمنية، تواصل فرق مشروع مسام لنزع الألغام بذل مجهودات كبيرة من أجل استئصال هذا الخطر الحوثي الفتاك.
وتمكنت الفرق الهندسية التابعة للمشروع من نزع 1616 لغم وذخيرة غير منفجرة خلال الأسبوع الرابع من يناير ليصل مجموع ما تم إزالته منذ بداية الشهر وحتى الـ23 منه إلى 5757 وليرتفع إجمالي فخاخ الموت المنزوعة من الأراضي اليمنية منذ انطلاق المشروع إلى 125902 لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة.
وفي سياق متصل، نفذ فريق جمع القذائف بإشراف فريق خبراء مسام الأجانب والخبير العراقي الدكتور زوبع الراوي عملية إتلاف وتفجير لـ3178 لغم وذخيرة غير منفجرة في مديرية باب المندب بالساحل الغربي، وهي العملية الـ13 هناك ليصل إجمالي ما تم إتلافه في الساحل الغربي إلى الآن لـ72684 لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة.
وشملت عملية التفجير 872 لغما مضادا للدروع و70 لغما مضادا للأفراد و215 عبوة ناسفة و890 قذيفة متنوعة و700 فيوز و55 صاروخ طيران مفخخ. وتأتي عملية الإتلاف تنفيذا لتوجيهات مدير عام مشروع مسام السيد أسامة القصيبي لضمان عدم استخدام هذه الآفة مجددا من أي طرف.
ويعمل مشروع مسام بـ16 فريق هندسي في الساحل الغربي موزعين على مديريات ذباب، المخا، باب المندب، الدريهمي، موزع، الوازعية، الخوخة، حيس، يختل إضافة إلى مديرية كرش بمحافظة لحج وذلك لتخفيف وطأة المعاناة عن اليمنيين الذين جرعوا شتى أنواع العذاب بسبب وجود ميليشيات الشر على أراضيهم.
من جهة أخرى، أتلف الجيش الوطني التابع للحكومة الشرعية 1000 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة كانت قد زرعتها جماعة الحوثي في منطقة باقم شرقي محافظة صعدة. وشملت هذه العملية إتلاف 800 لغم أرضي مضاد للدروع و60 عبوة ناسفة و70 قذيفة غير منفجرة إضافة إلى عشرات الذخائر من مخلفات الحرب.
إن الميليشيات الحوثية منذ أن أشعلت الحرب، دأبت على تفخيخ الأراضي اليمنية باستعمال الألغام والعبوات الناسفة بمختلف أحجامها وأشكالها وأنواعها، فقد زرعت أعدادا مهولة جدا من الألغام الأرضية والبحرية والعبوات الناسفة والقذائف الصاروخية والمدفعية في البر والبحر وبطريقة عشوائية، لكن رغم هذه الجرائم التي تنفذها هذه الميليشيات مزال المجتمع الدولي في سبات لم يحرك ساكنا لإيقاف هذه الفئة المارقة.