بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام جرائم الألغام في اليمن.. سجلات دموية

جرائم الألغام في اليمن

لم يبق مرفق من المرافق الحيوية في حياة اليمنيين، إلا وتضرر من الألغام العشوائية بأعدادها المهولة ونوعيتها المطورة المموهة المتعطشة للدماء. فسيول من دماء ودموع جرت على يد هذا العدو الملغوم المهلك الذي كتب بجرائمه المروعة أحلك قصص الجرائم البشعة في السجلات الإنسانية العالمية.

بالجرم المشهود

وقد قال مشرف فرق مسام في تعز أن مدرسة الشعب عكاد هي واحدة من بين العديد من المدارس في محافظة تعز التي عانت من الألغام ومخلفات الحرب الأخرى، حيث وصل عدد ضحايا الألغام في محافظة تعز إلى 107 من الطلاب، غالبيتهم تعرضوا لإعاقات دائمة.

من جانبه، قال نائب مدير مكتب التربية والتعليم في مديرية جبل حبشي، الأستاذ ياسر البركاني إن مدرسة الشعب عكاد التي تشمل طلاب المرحلة الأساسي إلى الصف التاسع، كانت ميليشيا الحوثي قد حولتها أثناء الحرب إلى مخزن للأسلحة والألغام المتفجرة، مما أدى إلى انفجار هذه الأسلحة والألغام، وإتلاف نصف المدرسة، وإلحاق أضرار فادحة بستة فصول دراسية، ليتسبب ذلك في تقليص عدد الطلاب المستفيدين من هذه المنشأة إلى الصف السابع فقط، بسبب عدم وجود فصول دراسية كافية، والمخاطر التي ممكن أن يواجهها الطالب نتيجة تواجد الألغام والمقذوفات في المدرسة.

من جهة، أخرى أكد وكيل محافظة الحديدة وليد القديمي أن الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيا الحوثي في محافظة الحديدة، أسفرت منذ بداية الحرب وحتى اليوم في سقوط أكثر من 1800 بين قتيل وجريح غالبيتهم من النساء والأطفال.

وقال القديمي في لقاء خاص بمكتب مسام الإعلامي، إن ميليشيا الحوثي دمرت كل شيء بمحافظة الحديدة، وفخخت أغلب مديريات المحافظة بحوالي مليون لغم في المناطق السكنية والزراعية وخطوط المياه وكل ما يتعلق بحياة المواطنين ومصدر معيشتهم وبشكل إجرامي دون احترام للقوانين الإنسانية والمواثيق الدولية

زرعت لتهلك

وخلال 72 ساعه فقط، حصلت خمسة انفجارات في الحديدة راح ضحيتها 19 شخصاً معظمهم أطفال، وقد سجلت في هذه الحوادث المتتالية وقوع 5 شهداء 14 جريحاً.

وقد وقع انفجاران في حيس وانفجار في الدنين وانفجار في الجاح وانفجار قبلها في شارع الخمسين.

 

بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام

جرائم الألغام في اليمن.. سجلات دموية

وفي ظل الصمت الدولي على جرائم الألغام في اليمن، تواصل علب الموت جرائمها البشعة بحق الأبرياء دون رقيب أو حسيب يكبح جماح هذه الميليشيات المتعطشة للدم.

فأخبار وقوع الضحايا بسبب هذه الألغام، قصص تعود على سماعها اليمنيون ويصر العالم الإنساني على صم آذانه وإغماض عيونه عنها، وقد أودى لغم من مخلفات مليشيا خلال الأيام الماضية بحياة فتاة، فيما أُصيب اثنين من إخوانها، طفل وطفلة، في مديرية حيس بمحافظة الحديدة غربي اليمن.

وقالت مصادر محلية إن الفتاة سيناء أحمد علي خضيرة 16 عاما فارقت الحياة، بينما أُصيب أخواها الطفلين ناصر 12 عاما وأحمد 8 سنوات، بانفجار لغم من مخلفات الميليشيات، في مسقط رأسهم بقرية بني مغاري.

كما أفاد المرصد اليمني للألغام أن 5 مدنيين قتلوا وأصيب 6 آخرون بينهم أطفال وامرأة، جراء الألغام التي زرعتها الميليشيات في ست محافظات يمنية، وأوضح المرصد على تويتر، أن مدنيين قتلا جراء انفجار لغم في مديرية الدريهمي جنوبي الحديدة، التي وصفها المرصد بأنها واحدة من أكثر المناطق شديد التلوث بالألغام والقنابل من مخلفات الحرب، في البلاد.

وخلال الأيام القليلة الماضية قتل وأصيب العديد من المدنيين في محافظات تعز والبيضاء والحديدة جراء انفجار ألغام غادرة، حيث ألحق الحادث المروع إصابات خطيرة نالت من 4 من المدنيين في شارع الخمسين أمام مستشفى 22 مايو، في مديرية الحالي في مدينة الحديدة.

وفي محافظة تعز، أفاد ‏المرصد اليمني للألغام عن إصابة امرأة بجروح بليغة جراء انفجار لغم، في منطقة المجاعشة بمديرية مقبنة غرب تعز. ويأتي ذلك بعد ساعات من مقتل الطفل عبدالله محمد طاهر (15 عاما) نتيجة انفجار لغم أرضي في قرية ضحوة بمديرية الزاهر في محافظة البيضاء.

كما أعلن المرصد الحقوقي مقتل وإصابة 3 مدنيين في حادثين منفصلين في محافظة تعز. وقد تعمدت الميليشيات إلى زرع أعداد رهيبة من الألغام في محافظات عدة، وسعت لتمويهها بأساليب متنوعة ومبتكرة.

مآسي متعددة

وفي حادثة أخرى قتل طفل وأصيب 7 آخرون، في مديرية الحوك بمحافظة الحديدة غربي البلاد، إثر تعرضهم لانفجار مقذوف من مخلفات الميليشيات، وقد قتل طفل وأصيب 7 أشخاص بانفجار جسم متفجر أمام منزل في حي الحوك العليا بالقرب من معمل أبكر حاتم.

وينتمى الضحايا لمدينة الدريهمي، حيث انتقلت إلى مديرية الحوك أسرة مؤخرا، وكان من ضمن المعدات الخاص بها، جسم صلب أخذه أحد أطفالها دون انتباه أسرته وقام بطرقه بحجر، فإنفجار في وجهه وتسبب بالكارثة التي حدثت قبل أذان المغرب.

وكان المرصد اليمني للألغام أشار في آخر تقرير له إلى أن محافظة الحديدة تعد الأكثر تلوثا بالألغام ومخلفات الحرب التي زرعتها ميليشيات الحوثي، وقد تسببت على إثرها بقتل وإصابة المئات من الأبرياء.

كما نالت الألغام من عدد من رؤوس الماشية، حيث نفق عدد من الإبل نتيجة انفجار لغم زرعته الميليشيات في مديرية حريب بالمحافظة.

هو واقع يسعى مسام لتغييره من خلال مواصلة جهوده الإنسانية والمثابرة فيه إلى أبعد الحدود، حيث أعلن مدير عام مشروع مسام الأستاذ أسامة القصيبي أن فرق المشروع نزعت منذ نهاية يونيو 2018 ولغاية الآن 393022 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة زرعتها ميليشيا الحوثي بعشوائية في مختلف المحافظات اليمنية، وقد بلغ إجمالي المساحة المطهرة 45367536 متراً مربعاً.

شارك المقال

واتس اب
لينكد إن
تويتر
الفيسبوك