قاسم الدوسري: مسام يعمل على مدار الساعة ليبلغ رهان “يمن نظيف تماماً من الألغام”

"يمن نظيف تماماً من الألغام"

التعامل مع الألغام وفق المعايير الدولية

قال قاسم الدوسري مساعد المدير العام لمشروع مسام لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، في حوار خاص لـ “الفجر”، بأن مشروع مسام قد تمكن منذ بدء أعماله في اليمن منتصف العام 2018 وحتى الآن، من انتزاع أكثر من 419.309 من الألغام والقذائف المتنوعة؛ وهي عبارة عن 6358 لغماً مضاداً للأفراد، و141431 لغماً مضاداً للدبابات، و263623 ذخيرة غير منفجرة، و7897 عبوة ناسفة، بإجمالي مساحة 50.691.324 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية.

وقد بين الدوسري أن الألغام التي تكتشفها فرق مشروع مسام، يتم التعامل معها وفق المعايير الدولية وتجميعها ونقلها بواسطة فريق متخصص من الخبراء إلى مناطق بعيدة عن السكان ويتم تجمعيها في حفرة وتفجيرها حتى لا تكون صالحة للاستخدام مرة أخرى.

مشكلة الألغام في اليمن

وأضاف الدوسري أن مشكلة الألغام في اليمن متعددة الأوجه، حيث قال: “إن من أبرز مشاكل الألغام وتحدياتها في اليمن أنها زرعت بشكل عشوائي وللأسف لم نحصل على أي خرائط لأماكن زراعة الألغام في الأراضي اليمنية، ونحن في “مسام” لدينا فريق كبير من العاملين يضم نحو 550 موظف يعملون في فرق موزعة على المناطق المحررة، ولدينا كذلك فريق من الخبراء الأجانب والسعوديين لتدريب الفرق العاملة على الأرض على أحدث التقنيات وكيفية التعامل في المواقف الطارئة وكذلك لمواكبة التطور الطارئ على أنواع الألغام وطرق زراعتها، لأننا طوال الوقت نرصد تطور في آليات زراعة الألغام وكذلك الألغام المستخدمة خاصة المصنعة محليا والمموهة كالصخور الموضوعة على جوانب الطرق ولعب الأطفال وعلب الطعام.”

كما أكد الدوسري في هذا السياق الآتي: “تحصل جميع الفرق على تدريب مستمر لعملية إزالة الألغام بالتقنيات الحديثة، كما استعان المشروع مؤخراً بثمانية كلاب جديدة مدربة على الكشف المتفجرات، تساعد في الحفاظ على سلامة أعضاء الفريق أثناء عملهم وحمايتهم من خلال قدرتهم العالية على اكتشاف رائحة المواد المتفجرة EDD بإجراء عمليتي تفتيش لمحيط المنطقة يوميًا، وعمليات تفتيش الأمتعة والمركبات، والبحث والكشف البصري عن الأجسام المشتبه بها.

مسام مشروع حياة

 

قال قاسم الدوسري أنه لا يمكن توقع توقيت “يمن نظيف تماماً من الألغام” خاصة أنه مازالت هناك مناطق تحت سيطرة الحوثي، ومن المعروف أن أي منطقة تسيطر عليها ميليشيا الحوثي تقوم بتطويقها بحزام من الألغام، وكذلك عند مغادرتها تترك خلفها ألغام عشوائية.

وأضاف أن هناك أيضاً مناطق قمنا بتطهيرها أكثر من مرة، بسبب عودة الحوثيين إليها ثم انسحابهم منها، وبعد مغادرتهم لها وعودة النازحين تلقينا بلاغات من الأهالي بوقوع حوادث انفجار، فتحركت فرقنا على الفور لتطهير نفس المناطق التي سبق وعملنا بها.

وفيما يتعلق بعدد ضحايا الألغام بين الدوسري الآتي: “مشروع مسام ليس الجهة المنوطة بحصرأعداد الضحايا، لدينا هدف نضعه صوب أعيننا طوال الوقت، هو إنقاذ الإنسان اليمني والوصول إلى “يمن بلا ألغام”، لذلك الإحصائيات لدينا مرتبطة بأعداد الألغام التي تكتشفها فرقنا والمساحات المطهرة، وأنواع الألغام المكتشفة، ومع ذلك هناك تقارير حقوقية وأممية سابقة أشارت إلى أن عدد ضحايا الألغام في اليمن تجاوز عشرة آلاف مدني أغلبهم من النساء والأطفال.

وقد أضاف الدوسري مفصلاً: “مسام مشروع إنساني، هدفه تطهير الأراضي اليمنية من حقول الألغام الأرضية العشوائية المضادة للأفراد والمضادة للدبابات وكذلك العبوّات الناسفة والذخائر غير المتفجرة، التي تشكل عائقاً كبيراً أمام جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتعرض المواطنين للمخاطر جيلاً بعد جيل، وكذلك السيطرة على هذه الكارثة الإنسانية والحرص على عدم استفحالها وتحولها إلى فاجعة غير مسبوقة في العالم، لذلك نحن نعمل على ومازلنا نعمل على تحقيق هذا الرهان باستمرار، ولدينا نتائج إيجابية جدا طوال الوقت، ونشعر جميعا بالرضا والفخر لما نقوم به من دور إنساني، ومازال لدينا نفس الإرادة والتحمس للكشف عن مزيد من الألغام وتطهير اليمن من هذه العلب المميتة”.

شارك المقال

واتس اب
لينكد إن
تويتر
الفيسبوك