مسام.. تأمين خطوط نقل الكهرباء في مديرية عسيلان من بأس الألغام

مسام.. تأمين خطوط نقل الكهرباء في مديرية عسيلان من بأس الألغام

بفضل جهوده الإنسانية.. مسام يمكن 20 ألف نسمة في 5 مناطق بمديرية عسيلان من التنعم بخدمات الكهرباء

لا يختلف اثنان على أن الألغام من بين أخطر الأسلحة التي يمكن استخدامها في النزاعات المسلحة، وتترك وراءها أثراً إنسانياً مدمراً على المدى القريب والبعيد، وهو الحال اليوم في اليمن، حيث غيرت هذه العلب القاتلة والمهلكة للحرث والنسل، خارطة الحياة إلى أبعد الحدود.

ففي محافظة شبوة، حرمت الألغام العديد من المناطق في مديرية عسيلان من خدمات الكهرباء لأكثر من 5 سنوات بسبب تعثر استكمال مشروع نقل الكهرباء، فزراعة ميليشيا الحوثي للألغام على طول خطوط نقل الطاقة تسبب في تأثيرات سلبية على حياة السكان المحليين وتنمية تلك المناطق برمتها.

فكميات الألغام في اليمن بلغت أعداداً فلكية، وهذه العلب الملغومة العشوائية والكثيفة والمموهة بطرق غير مألوفة، أثرت على جميع القطاعات الحيوية في هذا البلد، بما في ذلك الكهرباء، التي تُعتبر خدمة أساسية لأي مجتمع، فهذه العلب الغادرة المزروعة على طول خطوط نقل الكهرباء ومن حولها بطرق عشوائية، أدت إلى تعطيل تشغيل الشبكة الكهربائية وتقليل إمكانية الوصول إلى الكهرباء بشكل مستدام، وبالتالي كان سبباً مباشراً لعزل السكان عن هذا المرفق الحيوي وتعرضهم للتحديات اليومية في تلبية احتياجاتهم الأساسية منه.

ظلم الألغام وعتمة الحياة

الحياة اليومية في اليوم ما بعد جائحة الألغام لا تشكو من عطب في مرفق حيوي واحد فيها، بل إن هذه العلب المهوسة بالقتل والانتقام حولت حياة اليمنيين إلى سلسلة من العذابات والتحديات الحالكة، فكل القطاعات ذات البعد الحيوي مثل الصحة والتعليم والاقتصاد وغيرها كادت تشل بسبب هذه الجائحة الملغومة، حيث يصعب تشغيل المستشفيات بكفاءة، وتتضاءل فرص التعليم والتدريب، وقد تأثرت الأعمال والمشاريع، كما يتسبب انقطاع الكهرباء الطويل في نقص الفرص وتدهور الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المناطق المتضررة.

وفي تصريح خاص بمكتب مسام الإعلامي، أكد مدير عام مشروع كهرباء عسيلان، المهندس محمد مبارك، أن مشروع كهرباء مديرية عسيلان جباح، يُعد من المشاريع الحيوية التي تهدف إلى توفير الخدمة الكهربائية لأكثر من 20 ألف نسمة في خمس مناطق بمديرية عسيلان ومع ذلك، تعرض هذا المشروع لتعثر كبير بسبب الألغام التي زُرعت على طول خطوط نقل الكهرباء من قبل مليشيات الحوثي، ونتيجة لذلك، تم تعليق أعمال المشروع وتأخير توصيل الكهرباء إلى المناطق المتضررة.

كما أكد المهندس محمد مبارك أن الألغام كانت تشكل خطراً على حياة الفنيين والعاملين في المشروع، وتمنع استكمال عمليات إصلاح وصيانة الشبكة الكهربائية، وقد أثرت على السكان المحليين الذين يعانون من نقص الكهرباء والتأثيرات السلبية لذلك على حياتهم اليومية وتنمية المنطقة.

مسام.. مدد إنساني وضاء

أمام هذا الوضع الإنساني المأساوي والسوداوي، بادر مشروع مسام ليكون كما اعتاده اليمنيين مصدراً لإنارة حياة بالأمل ، حيث قال مدير مشروع كهرباء عسيلان جباح، أن فرق مشروع مسام لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، قامت بجهود هائلة للتعامل مع هذه المشكلة الملحة وتم تنظيم عمليات المسح والتطهير والتخلص من الألغام بشكل دقيق ومنهجي، مما سمح بتأمين خطوط نقل الكهرباء، حيث سمحت هذه الجهود الإنسانية بعودة العمل على إعادة تأهيلها لتشغيلها مرة أخرى، ودبت الحياة مجددا في هذه المناطق بفضل هذا المشروع الرائد.

ومن جانبه، أكد قائد الفريق الخامس ومشرف فرق مسام الهندسية بمحافظة شبوة على أن دور وأهمية عمل الفرق الهندسية بمشروع مسام ، يظهر بوضوح الجانب الإنساني للأزمة، فما أن باشرت فرق مسام تأمين أجزاء كبيرة من خطوط الكهرباء في هذه المناطق المنكوبة بالألغام، حتى تم استئناف العمل في مشروع الكهرباء وهو الأمر الذي سيمكن أكثر من 5 مناطق في مديريات عسيلان أهمها منطقة السليم وجباح وعره ومنطقة الصفراء من الحصول على الخدمة الكهربائية الضرورية، وسيوفر الكثير من الراحة والتحسين في حياة السكان المحليين الذين يعانون من نقص الكهرباء منذ فترة طويلة.

ويبقى ملف انقطاع الكهرباء وانعدامه في عدة مناطق يمنية، غيض من فيض المآسي التي تسبب فيها الألغام لهؤلاء المدنيين الأبرياء، حيث تشكل علب الموت المتفجرة تلك، تهديداً للوجود الإنساني في المناطق التي تزرع فيها ويطال تأثيرها البنية التحتية ويضرب التنمية اللإقتصادية والاجتماعية لجميع المناطق المتضررة، وهو واقع مرير يعمل مشروع للعام السادس على التوالي في التصدي له من خلال تطهير الأراضي من هذا الموت المدفون تحت الأرض، وتوفير الظروف الآمنة والمهيئة لإعادة بناء وتطوير البنية التحتية المتضررة وتمكين عجلة الحياة الإقتصادية من الدوران مجدداً في جميع المحافظات اليمنية المحررة، بما في ذلك شبكات الكهرباء وبقية المرافق الحساسة المسؤولة على ضح دماء الحياة مجددا في هذا البلد المنهك بجائحة الألغام.

شارك المقال

واتس اب
لينكد إن
تويتر
الفيسبوك