في السابق كان يعيش محمد علي إبراهيم على ما تجود به أرضه التي يعمل فيها بجد ونشاط، فتطرح من بركاتها خيراً كثيراً يكفيه ويكفي عائلته، وقد ظل على هذه الحال حتى غزت الألغام والحرب منطقتهم فإضطر للهرب مع أسرته لأحضان النزوح القاسية، وبقي يحن لداره ودياره حتى قرر العودة بعد هدوء الأوضاع.
ظن علي إبراهيم أن بإمكانه أن يستعيد حياته السابقة بمجرد عودته لبيته ومعاودة الذهاب لأرضه، لكن لغماً غادراً غير حياته على أعتاب بيته، حيث أصاب إحدى عينيه وقطع رجله ونال من والدته.
اليوم يعيش محمد إبراهيم في شقاء كبير حيث لم يعد قادراً على العمل في أرضه و لا على تحمل مشقة التنقل والقيام بمجهود كبير في أي عمل آخر، فرجله الاصطناعية بالكاد تسمح له بالمشي خطوات مرتبكة وشاقة.
يعيش محمد إبراهيم الآن على ما يجود به الناس عليه من عطاء ليطعم نفسه وأهله، مع إحساس عميق بالقهر والضعف والحسرة.