المملكة تدعو إلى إدراج الإجراءات المتعلقة بالألغام في اتفاقات وقف إطلاق النار والسلام

12-00_01_21

أبا العلاء: «مسام» يخوض سباقاً مع الزمن لتطهير الأراضي اليمن من الألغام

قال ماجد أبا العلاء المستشار في وزارة الخارجية السعودية أن مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام يخوض منذ اليوم الأول لبدء أعماله في اليمن سباقاً مع الزمن.

وقال إنه رغم التحديات التي يواجهها المشروع إلى أنه تمكن من نزع حوالي 417 ألف لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، في حين إجمالي المساحة المطهرة يفوق 50 مليون متراً مربعاً.

وأضاف خلال إلقائه كلمة المملكة العربية السعودية أمام لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار في الجمعية العامة للأمم المتحدة حول البند 46 – الاعمال المتعلقة بالألغام في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أمس الخميس أن المملكة ترى أهمية الإدراج الصريح للإشارات إلى الإجراءات المتعلقة بالألغام، في اتفاقات وقف إطلاق النار والسلام، وفي تدابير في حالات ما بعد الصراع بين الأطراف المعنية، وتشير إلى أهمية إدراج الإجراءات المتعلقة بالألغام في المناقشات التي تقودها الدول الأعضاء بشأن خطة سلام جديدة.

وفيما يلي نص كلمة المملكة في الاجتماع:

في البداية أود أن أتقدم لسعادتكم بأطيب التهاني لانتخابكم رئيساً للجنة المعنية بالمسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار، متمنين لسعادتكم ولجميع الأعضاء المزيد من التوفيق والنجاح. كما لا يفوتني أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى سعادة المندوب الدائم لسلطنة عمان الشقيقة الدكتور محمد بن عوض الحسان على إدارته المميزة لأعمال اللجنة في دورتها السابقة بكل كفاءة واقتدار.

يود وفد بلادي أن يعرب عن تقديره لجهود الأمم المتحدة، وعلى وجه الخصوص دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام ((UNMAS، في مجال نزع الألغام، والجهود الأممية التي بذلت في تحقيق استراتيجية الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام للفترة من 2019-2023م، وفي سبيل تحقيق سلامة الشعوب من الألغام والمخلفات الحربية، وبما ينسجم مع تحقيق أهداف خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030م.

وترى بلادي أهمية الإدراج الصريح للإشارات إلى الإجراءات المتعلقة بالألغام، في اتفاقات وقف إطلاق النار والسلام، وفي تدابير في حالات ما بعد الصراع بين الأطراف المعنية، وتشير إلى أهمية إدراج الإجراءات المتعلقة بالألغام في المناقشات التي تقودها الدول الأعضاء بشأن خطة سلام جديدة.

يخوض مشروع (مسام) لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية منذ اليوم الأول لعمله في أراضي الجمهورية اليمينة الشقيقة في يونيو 2018م سباقاً مع الزمن، ويواجه تحديات على مدار الساعة لإزالة الألغام في مختلف المحافظات والمديريات،

والتي يأتي في مقدمتها غياب الخرائط، واستمرار زراعة الألغام بطريقة عشوائية حول دور العبادة والمدارس والطرق ومداخل القرى والمزارع ومناطق الرعي.

كما تمكن المشروع خلال سبتمبر 2023 من نزع 2946 ذخيرة غير منفجرة، و373 لغمًا مضادًا للدبابات، بينما بلغ إجمالي المساحة المطهرة خلال الشهر نفسه حوالي 816.077 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية.

ليصل إجمالي ما تم نزعه منذ انطلاق عمل مشروع (مسام) نهاية يونيو 2018 حتى اليوم حوالي 417 ألف لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، في حين إجمالي المساحة المطهرة يفوق 50 مليون متراً مربعاً.

وخلال هذه المهمة الإنسانية، فقد 33 شهيدًا من طاقم الفريق، بينهم 5 خبراء أجانب، حيث قدم هؤلاء الأبطال أرواحهم في سبيل إنقاذ الشعب اليمني من فخاخ الموت، وتواصل فرق (مسام) الهندسية بكل عزم وإصرار أعمالها الإنسانية الهادفة إلى إنقاذ الإنسان اليمني وتطهير أرضه من الألغام والذخائر غير المنفجرة والعبوات الناسفة.

إن مشروع (مسام) ليس سوى واحد من جملة المشروعات والمبادرات التي تقدمها المملكة لليمن لرفع المعاناة عن هذا الشعب الذي عانى الأمرين، ولعل مراكز الأطراف الاصطناعية المنشأة في مأرب وعدن بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تشكل أملاً للذين فقدوا أطرافهم خاصة النساء والأطفال الذين يمثلون أغلب الضحايا، فقد قامت هذه المراكز بتوفير العلاج

والتأهيل اللازم لآلاف المصابين، هذا علاوة على تكفل مركز الملك سلمان للإغاثة بتسديد تكاليف علاج عدد من الحالات بالمراكز الطبية العامة والخاصة باليمن وداخل المملكة.

في الختام، أود التأكيد على أهمية المسئولية الدولية والإنسانية للمساعدة في تطهير الألغام، وستواصل المملكة العربية السعودية جهودها في هذا الشأن، ونود أهمية تذكير الجهات التي زرعت الألغام بمسؤوليتها تجاه تطهيرها، وتقديم الخرائط المتوفرة لديها، ونتطلع إلى مواصلة التعاون مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين في هذا الإطار.

يذكر أن اللجنة الرابعة المعنية بالمسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار هي إحدى اللجان الرئيسية الست للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتختص بالنظر في قضايا إنهاء الاستعمار، وآثار الإشعاع النووي، والقضايا المتصلة بالإعلام، واستعراض شامل لعمليات حفظ السلام فضلا عن استعراض البعثات السياسية الخاصة، ووكالة الأونروا، وتقرير اللجنة الخاصة بالممارسات الإسرائيلية التي تؤثر في حقوق الشعب الفلسطيني وغيره من العرب في الأراضي المحتلة، والتعاون الدولي في الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي

شارك المقال

واتس اب
لينكد إن
تويتر
الفيسبوك