مسام.. كفاح مستمر لأسراب الألغام الغادرة في اليمن

WhatsApp Image 2022-10-06 at 5.03.47 AM

الغدر والدموية صفتان ملازمتان للألغام في اليمن، والقهر والمأساة حال من وقع في براثم هذا العدو الذي يسعى للفتك بالحياة في اليمن، في وقت لا تعرف فيه جهود مشروع مسام الإنساني فتورا للقضاء على الألغام في مهدها في وقت قياسي وبأخف الأضرار.

وقد عبر أمين عام المجلس المحلي بمديرية بيحان التابعة لشبوة عن شكره لمشروع مسام على ما يقوم به من جهود جبارة في نزع الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي في مختلف مناطق المديرية أثناء سيطرتها على بيحان، موضحاً أن الميليشيات زرعت الألغام والعبوات الناسفة في عدة مناطق منها مبلقة ومنطقة الساحة ومنطقة دكام بشكل عشوائي.

وقال الطاهري إن هذه الألغام أخذت حياة مجموعة من أبناء وأطفال بيحان وحولتهم إلى أشلاء بسبب زراعة الألغام الفتاكة التي قامت بها ميليشيات الحوثي، مراهنا على مشروع مسام الإنساني في دحر هذا العدو المتفجر وإرجاع الأمن لسائر اليمن من علب الملغومة.

وتتنوع قصص مآسي اليمنيين مع الألغام، فبالأمس كانت الفتاة اليمنية سناء قاسم تسير مع صديقاتها في دروب الحياة، وتحلم بأن تقطف ثمار مثابراتها في الدراسة وأن تبلغ طموحها الذي لم تعد تراه بعيدا، لكن لم تكن سناء تدري أن طريق بلوغها لطموحها العلمي سيقطعه فجأة لغم غادر ويسودها في وجهها للأبد.
وبين الأمس واليوم، تغير كل شيء في حياة سناء قاسم، حيث تبخرت أحلامها وهوى طموحها رماداً أمام عينيها وتحول جسدها المشبع بالحياة إلى عبء ثقيل مسكون بالتشوهات بعد أن بتر لغم رجله وفتك بالأخرى وشوهها ونال من يدها، واليوم تستند سناء لرجلها الاصطناعية للمشي بصعوبة والقيام ببعض الأعمال البسيطة في البيت، بعد أن بات العالم الخارجي لا يتسع لها ولأحلامها المسحوقة.

كما لم يستطع علي قاسم صالح، البقاء في قريته التي يسكنها بالضالع بسبب توحش الألغام ونيلها من الناس واحتلالها للأراضي وزحفها على البيوت ومصادر المياه والمرافق الحيوية، لذلك اضطر علي قاسم للنزوح مع عائلته اتقاء لشر علب الموت المتفجرة، وفعلا تمكن هذا الأخير من الهروب والبقاء في مراتع اللجوء.

وعندما سمع علي أن منطقتهم أمنت من الألغام، قرر العودة مع عائلته، وفي طريق العودة التقى بأخته وعائلتها الذين فرقتهم الألغام لسنوات.

لقاء لم يبق سعيداً كما أريد أن يكون، فتحت إحدى الأشجار كان لغم غادر في انتظار أخت علي قاسم، هناك فقدت رجلها وباتت عاجزة، وخلف حادث انفجار اللغم تحت قدميها غصة في صدر علي الذي لم يتمكن من عيش فرحة لقاء أخته بعد طول غياب، وقد حول هذا اللغم جمعهما إلى مأساة.

قصص موجعة، يسعى مسام لتخليص اليمن منها من خلال مثابرته للقضاء على هذه الألغام، حيث أفاد المهندس سامي سعيد قائد الفريق 26 مسام، أن فريقه توجه إلى قرية الحمينية بناء على بلاغ بوجود حالة طارئة تمثلت في وقوع انفجار ملغوم استهدف ثلاث أطفال، حيث قتل طفل وأصيب آخران إصابة بليغة.

وقد بين سامي سعيد أن الفريق 26 مسام قام بتأمين الممرات الحيوية لقرية الحمينية كمنطقة عالية التأثير، حيث وجد الفريق عبوة ناسفة ولغم أوزوم قرب موقع الانفجار الذي استهدف الأطفال الثلاثة، مبيناً أن فريق المهام الخاصة التابع لمشروع مسام قام بإتلاف هذا اللغم عبر تقنية الحرق تيجيت 500

وقد هب مشروع مسام الإنساني أيضا لنجدة أهالي قرية الحضرمي المنكوبين بعلب الموت الملغومة، حيث تم مسح القرية وتطهيرها، فعاد لها الكثير من أهلها، حيث قال خالد قاسم الحضرمي وهو من سكان المنطقة: “عدت مع عائلتي وكان الوضع صعباً جداً، حيث وجدنا الألغام في كل مكان، لكن ما إن جاءنا مشروع مسام وانطلقت أعماله الإنسانية في القرية حتى بدأنا نحس أن الفرج قريب، وفعلا أثمرت جهوده الكبيرة خلاص القرية من وباء الألغام”.

ثم قال مفصلاً: “بفضل مسام عدت وعائلتي لبيتنا وتمكنت من العمل مجددا في مزرعتي والزراعة فيها بأمان وعدت للرعي ولله الحمد، فكل الشكر والتقدير لمشروع مسام النبيل.”

شارك المقال

واتس اب
لينكد إن
تويتر
الفيسبوك